العدو الصهيوني هو الوحيد في العالم من أقدم ويقدم على احتجاز جثامين الشهداء الابرار، ضاربا عرض الحائط بكافة القوانين والاعراف وتعاليم الديانات السماوية، وهو الوحيد الذي يصر على اخفاء هذه الجثامين الطاهرة، ودفنها في مقابر سرية، أطلق عليها « مقابر الارقام».. والوحيد الذي يقوم بالتمثيل وتشويه هذه الجثامين، وسرقة اعضائها لمعالجة المرضى الصهاينة...
جريمة احتجاز جثامين الشهداء، ليست انتهاكا للقوانين فحسب.. بل هي جريمة اخلاقية لم تجرؤ على ممارستها دولة من قبل كما يشهد التاريخ، حتى النازيين والفاشيين لم يقوموا بهذه الجريمة البشعة.. ما يعني ان العدو الصهيوني لم يعد خطرا على البشرية وعلى السلم العالمي، بل اصبح خطرا على ما تعارفت عليه البشرية عبر تاريخها الطويل من قيم اخلاقية، تشكل املا كبيرا للمظلومين والمضطهدين..!!
وبوضع النقاط على الحروف...
فلقد قام العدو الصهيوني باحتجازجثامين الاف الشهداء منذ اقامة كيانه الغاصب على ارض فلسطين العربية، وقام بدفنهم في مقابر سرية،
أطلق عليها اسم « مقابر الارقام»..!!
وكشف مؤخرا عن ان عدد هذه المقابر هو اربع مقابر.. وعلى النحو التالي:
مقبرة «جسر بنات يعقوب»، وتقع عند ملتقى حدود فلسطين وسوريا ولبنان..وتضم رفات من استشهدوا في حرب 1982 ويقدر عددهم بـ «500» شهيد..
مقبرة «بير المكسور» وتقع في منطقة عسكرية مغلقة بين أريحا وغور الاردن، ومسورة بجدران عالية، لها بوابة حديدية، تعلوها لافتة كتب عليها «مقبرة لضحايا العدو» وفيها جثامين اكثر من «100» شهيد.. مقبرة « ريفيديم» في غور الاردن، ومقبرة «شحيطة» في قرية وادي الحمام شمال طبرية، وبالتحديد في سفح الجبل، الذي شهد معركة حطين الخالدة..
«جمعية أصدقاء المعتقل والسجين « العربية، ومقرها مدينة الناصرة، دونت شهادات لرعاة أغنام ومزارعين من قرى قريبة لمقابر الارقام..
وقال احدهم في شهادته: انه شاهد جنود العدو عام 1982 يدفنون مئات القتلى والجرحى الاحياء في مدافن جماعية داخل مقبرة «جسر بنات يعقوب»..
واضاف: بأن الجيش الاسرائيلي استخدم جانبا من مقبرة القرية لدفن شهداء العمليات العسكرية الفلسطينية بدءا من عام 1970 - 1977.. وقال الرجل العجوز هذا: انه دفن بيديه «16» مقاتلا من «فتح» استشهدوا في معركة «عين البيضاء» عام 1970، كما قام بدفن أمرأة سورية، قتلها جنود الاحتلال، بعد ان ضلت الطريق وهي تجمع نباتات في هضبة الجولان المحتلة..
ان اهم ما كشفت عنه « جمعية اصدقاء المعتقل والسجين « هو استغلال العدو لجثامين الشهداء.. وقيامه بسرقة اعضائهم واستخدامها في معالجة مرضى اسرائيليين، وقد ثبت ذلك بعد الكشف على عدد من الجثامين بعد تسلمها، اذ تبين انها تفتقد لبعض الاعضاء..
واستمرارا لنهجها الاجرامي الفاشي قامت سلطات الاحتلال خلال سنوات الانتفاضة المجيدة، باحتجاز جثامين عدد من الشهداء في محاولة يائسة.. لابتزاز الشعب الفسطيني، وكسر معنوياته.. وجره الى مربع الاستسلام.
فجريمة احتجاز جثامين الشهداء والتي تشكل خرقا فاضحا ومدويا لكافة القوانين والشرائع السماوية لم تهز ضمير ووجدان العالم الغربي، وخاصة واشنطن، الداعم الحقيقي للاحتلال.. فلم نسمع تنديدا واحدا بهذه الجرائم البشعة، ويقينا لو ان دولة اخرى في العالم- لا تسير في الركاب الاميركي-- ارتكبت هذه الجرائم.. لسارعت الدول الاوروبية وواشنطن على استصدار قرار من مجلس الامن،يدين الدولة المعنية،ويجبرها على تسليم الجثامين وفرض عقوبات عليها بموجب الفصل السابع.
باختصار..
احتجاز جثامين الشهداء جريمة كبرى، تؤكد ان العدو الصهيوني فوق القانون، ويفعل ما يشاء، ما دامت واشنطن تدعمه وتحميه من العقوبات الدولية.. ورغم هذا الارهاب الذي وصل الى الشهداء، فان ردة فعل الشعب الفلسطيني هو الصمود والمقاومة والاستشهاد.. لاقتلاع الارهاب الصهيوني..وتحرير فلسطين كل فلسطين
فالشهداء لا يموتون وإنما هم احياء عند ربهم يرزقهم..