انه وأثناء جلوسي مع أحد الأشخاص الطيبين في أحد القرى الاردنية
وبتبادل أطراف الحديث معة وهو متقاعد وعمرة تجاوز السبعين وقال لي اتمنى من الله ان يرزقني المال للذهاب للحج، فقلت له وما يمنعك قال لا يوجد معي المال الكافي للذهاب ، ولدي من الالتزامات ما كسر ظهري ،وهو يقول ذلك ووجهة شاحب وفي قلبة غصة والدموع في عينية ، وقد ابكاني معة. واضاف افنيت سنين عمري وشبابي في الوظيفة العامة ولم تسمح لي الفرصة للحج كون الإجراءات تحتاج التأشيرة وتحتاج مصاريف عالية ، فلم أستطع الاقول كلمة ربنا يسر الامور ان شاء لله.
وهذا حال الكثير والكثير من الناس الذين يتمنون ذلك والذي أصبح حلم بالنسبة للكثيرين .
امام هذا الموقف وامثاله كثر، والذي سوف يمر علينا جميعا في يوم من الأيام طال الزمن أو قصر، أليس من الاجدر بنا البحث والدراسة بمثل هذه الحالات وإيجاد الحلول المناسبة والتي تدخل البسمة والفرح لقلوب الكثيرين لنيل وأداء فريضة الحج ، ونطبق عباده جبر الخواطر والتي أصبحت معدومة في هذا الزمان للأسف.
نعم الحلول موجودة ونحن في هذه الأيام المباركة وقرب موسم الحج وكون موضوع التقاعد والضمان الشغل الشاغل لمؤسسة الضمان الاجتماعي وحديث الشارع الاردني.
لما لا يتم طرح مثل هذه المواضيع والحالات على مؤسسة عريقة مثل مؤسسة الضمان الاجتماعي والتي نعتز ونفتخر فيها والتي تقوم بهذه الأيام بدراسة القانون لارسالة الى مجلس النواب في دورة استثنائية، والتي اطلعت على بعض بنود التعديلات المقترحة ، استوقفتني كلمة تعزيز الحماية الاجتماعية ولكي يكون لهذه الكلمة المعنى الحقيقي يجب ان نعالج الموضوع من جميع جوانبة.
اقترح ان تتضمن بنود مشروع القانون المعدل لقانون الضمان الاجتماعي اقتطاع او تخصيص جزء من الاشتراكات المترتبة على المؤمن له تأمين حج للمستفيد من الضمان الذي لم تتيح له الظروف اداء هذه الفريضة الربانية.
لغايات تنفيذ برامج للمسؤولية المجتمعية والتي تحتاجها شريحة كبيرة من المجتمع دون تحميلهم أعباء اضافية ، سيما وان تكاليف الحج أصبحت باهظة الثمن والأغلبية من فئات المجتمع تعاني العوز والحاجة.وقانون الضمان الاجتماعي اصبح يستهدف فئات تكاد تكون كاملة.
ما دفعني لكتابة هذا الموضوع ان الشخص الذي ذكرته في البداية ما هو إلا فرد من ملايين الافراد الذين يقطنون على تراب هذا الوطن الحبيب والذين قدموا وارتوت الارض من عرقهم ودمائهم للنهوض بالاردن الحبيب والذي أصبح في مصاف الدول التي تقدم لمواطنيها افضل الخدمات في كافة المجالات.
في الختام اتمنى من الله العلي القدير أن تؤخذ هذه الاقتراحات والوقائع بمحمل الجد والاهتمام من أصحاب القرار ومن مجلس الامة ، بذلك نكون قد ساهمنا ولو بجزء بسيط لخدمة وطننا الحبيب، كما اراده سيدي ومولاي حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم حفظة الله ورعاه.