من المؤسف أن يكون الإنسان سبباً أساسياً في الكوارث البيئية والطبيعية التي تحدث من حوله ؛في حين وجب عليه أن يتماهى معها ويحافظ عليها و يعطيها كما تعطيه، فهو جزء أصيل منها ، بيد أن حياة المدنية و الإنفصال الكبير الذي حدث بينهما في السنوات الأخيرة عظم الفجوة لدرجة يكاد يشعر معها المرء ،أنه كيان مستقل ولا صلة تربطه بهذه الأرض التي منها نشأ وفيها ذرأ وإليها يعود ...فعلاقة البعض بالطبيعة هي مقدار الفائدة التي تعود عليه دون أدنى شعور بالمسؤولية حيالها .
ففي حادثة احتراق غابات الأمازون هذه الكارثة التي لا يختلف عاقل على فداحتها و خطورة الآثار الناجمة عنها ،
حيث تعتبر الأمازون أكبر الغابات الاستوائية المطيرة المتبقية في العالم، فمساحتها تقارب ضعفي مساحة الهند وخمس أضعاف مساحة مصر ،وتنتج خمس الأكسجين على كوكب الأرض ومن دونها لا يمكن معالجة التغير المناخي،وتلعب غابة الأمازون دوراً بيئياً هاماً كمحرك مائي عملاق، إذ تطلق المياه في الغلاف الجوي وفي المحيطات أيضا عبر الأنهار،وبحكم مساحتها الشاسعة، فإن احتراق جزء من هذه الغابة الاستوائية المطيرة التي تبعث بخار الماء في الفضاء، يعني انخفاض مساهمتها الحيوية في التوازن المناخي للأرض. وهذا بدوره سيفضي إلى المزيد من ارتفاع درجات الحرارة وانتشار الجفاف والاضطرابات المناخية حول العالم.
إن مواجهة مثل هذه الكوراث البيئية والتي تهدد بقاءنا على اختلاف مواقعنا في هذه الأرض ، يحتاج إلى قرارٍصارمٍ، واتحاد قوى العالم لوقف مثل هذه الجرائم في حق البيئة و الأجيال البشرية القادمة .