يصادف اليوم السبت الموافق ١٩/١٠/٢٠١٩، ذكرى وفاة المرحوم الأمير سعيد الشهابى رحمة الله عليه...فنقول في ذكراهُ بأن المفكرين والمبدعين وصانعي التاريخ لا يموتون بل يخلدهم التاريخ، ونقول بأن الغائبون عن العين حاضرون في ازقه الذاكره بعيدون عنا ويسكنون في القلب لا تلمس اجسادهم ويلمسون مشاعرنا في كل ثانيه ويجولون في الدم بين قطره ولهم في داخلنا الف حكايه وروايه هولاء من أحببناهم بصدق ، رائِحة الذّكرى تلتصقُ دائمًا بكلِّ الأشياء ، بكلَّ الأماكِن ، بكلِّ الأشخاص .لا نسيان يُجدي معها ولا تناسِي..هؤلاء هم الكبار الذين ننحني لهم احتراما وتقديرا.. فهم من صنعوا للقيم الإنسانية والأصالة قيمة إضافية في سجلات التاريخ وهم من صنعوا للزعامة عنوان ورأيه، كان بداخلهم شجرة عظيمة ونحن نتسائل عندما نقرأ تاريخهم ونقول كيف يمكن للبذرة أن تصدق أن هناك شجرة ضخمة مخبأة داخلها ؟ ويأتى الجواب بأن هؤلاء الكبار يمثلوا شجرة كبيرة ثمارها كثيرة وناضجة حلوة المذاق الجميع ينظر إليها لأنها تمثل تحفة طبيعية من تحف الزمان !! فهم أشخاص نادرون يسرقون القلوب بطيب اخلاقهم ، كبار في كل شئ ،فهم جواهر من البشر قربهم نور وبركة وقراءة سيرتهم لها معنى للحياة... فالذكريات الجميلة معهم لها قصصا صامته تركت فينا أثرا لا يزول ، فزادتنا معرفتهم رفعة وسمو وتواضع فكّبرنا لأننا نحمل وسام شرف يحمل اسم مدارسهم الإنسانية التي تعلمنا منها الأستقامة والاتزان والنزاهة ، هكذا هُم في الميزان عندنا ..ميزان المفكرين والعلماء الذين نقرأ في فكرهم الخبرة والعبرة والخطوه.. واصبحنا يدلل علينا بأننا تلاميذ مدرسة الامير سعيد الشهابي رحمة اللة...الإسم الذي تتزاحم حروف اللغة لتدوينه في سجل العلماء وفي السطر الأول في قائمة كبار العلماء الشرفاء المخلصين لفكرهم انتماءا قولا وفعلا..هكذا هم ينبض القلب بحبهم ، فكما هي السماء تتباهى بنجومها وكواكبها، وكما هي الأرض تتباهى بوجود البحار والمحيطات على ظهرها، وكما هي الحدائق تتباهى بأزهارها.. فنحن نتباهى ونتفاخر بحملنا وسام موشح من المدرسة الفكرية الرائعة بعظمة قائدها ومفكرها الذي له حق علينا بالدعاء لّلة أن يرحمه ويحسن مثواه من باب البرّ بالعلماء الأوفياء المخلصين لاوطانهم ومن باب الوفاء له الذي وضعنا على عتبات الصعود والانطلاق نحو النجومية في درجات الفكر والمعرفة والإطلاع ..سائلا الله أن يبقى ذكّره رحمة اللة علامة فارقة يشار اليها بالبنان بين الخلائق أجمعين يدلل عليها بأعمال الخير والعطاء التي أسعدت قلوب العباد لكل من حمل وسام مدرسة الأمير سعيد الشهابي رحمة الله علية.. نعم هو زهرة الأمس : زهرة صغيرة تزهو بجمالها في الحديقة مغرورة بجاذبيتها وأوراقها اللامعه ، رائحتها الزكية تجذب الفراشات حولها لتزيدها بريقا عن زميلاتها ،والنحل يشدو ويقترب منها ليصنع اطيب العسل . وفي ليلة عاصفة يضرب البرق غصنها فيحترق وتقع الزهرة تندفن تحت الثلج تصرخ دون ان يسمع احد صراخها ' تصرخ وتصرخ دون جدوى فتفتقد الحديقة اجمل وردة في بستانها وبدا النحل يطوف حول مكانها لعلها تعود..لأنه فقد الأمل ويذهب باكيا يترك من خلفه حديقة اصابها الحزن والسواد ...ليتكي تعودي يا زهرتي العزيزة....
هكذا نحن فقدنا زهرتنا الجميلة،سمو الأمير سعيد الشهابي رحمة الله رحمة واسعه، وبقينا نحوم كالنحل في حدائقنا نبحث عن روائح زهرتنا لعلها تعود !!! وفي ذكرى وفاة سمو الأمير سعيد الشهابي رحمة اللة علية نقول بأنه كان بحق من الجنود الذين يعملون بصمت لإعلاء شأن الوطن العربي وثقافته بفكره العميق الناضج فكان يُعلمنا بأن الأوطان لا تحمى فقط بالجيوش وإنما تحمى أيضا بالفكر الناضج السوي الذي يهذب ويعلم ويطور فالأمم ترتقي بعلمها وثقافتها وبرجالها الشرفاء الأتقياء...فقد تعلمنا من مدرسته الإنتماء والولاء للوطن ...فكان رحمة اللة هو من يعطي للوفاء صفه ومعنى.. فكان أميرا بأخلاقه وأدبه الجم وكان للسعادة نصيب من إسمه سعيد... في إسعاد الناس نعم تعجز الكلمات والعبارات أن تصور مأثره وطيب معدنه..لكن ستبقى يا ابى البشير سيرتك القدوة لنا نستضيء بها لإضاءة عتمتنا وبصيرتنا.فإلى جنات الخلد مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين..... نعم ذكرى وفاة الأمير سعيد الشهابي تبقى وإن غاب صاحبها ؛ قد لانراهم بٲعيننا ! ولكن عطر أخلاقهم وجمال أرواحهم باقية ، ومواقفهم الإنسانية النبيلة والأصالة لا تختفي أبداً من أذهاننا، لأننا كنا دائماً في داره سادة وشيوخا وأمراء!!! واخيرا نقول لروحك الطاهرة عهداً علينا أن نسقي شجرةّ الوفاء والإخلاص والأستقامة التي زراعتها بيننا حيه نسقيها بدمائنا لكي تبقى ارثاً شاهداً على مآثره.؟
فنسأل اللة العظيم له الرحمة والمغفرة ويسكنه فسيح جناته وأن يصبرنا على فراقه الذي أحرق قلوبنا ونفوُسنا.