أهلاً حللت وسهلاً وطأت أميراً هاشمياً زاهياً, وولياً أميناً للعهد, ارتاحت لك الضمائر, وفرحت بك الأفئدة واطمأنت لك القلوب, يحملك الشباب منارة مجد, وشعلة تفاؤل, تملأ عيونهم بالإعجاب والرضا, وتغمر حياتهم بالود والتواصل.
أشّرقت قمراً مطلاً في سماء واسعة, على بيداء ممتدة, بين نقوش ربعك وعزوتك ومحبيك وأنصارك, الذين أوغلوا ولاءً وانتماءً ووفاءً واعتزازاً بسموكم, لأنك كنت دوماً صديق الأعالي من أهل البادية, يزهو بك رجالها وفرسانها وقادة طلائعها السابقين واللاحقين, الثابتون على الحق, القابضين على جمر الوطن, يستحضرون سنابك خيل بني هاشم الأحرار الأخيار, عندما انطلقت من بطحاء مكة, لقيادة نهضة هذه الأمة التي كانت خير أمة أخرجت للناس.
سمو الأمير الجليل محياك يبشر بالمجد, وأنت تستحضر بنبرة الواثق تاريخ جدك الراحل العظيم, وتاريخ الجيش العربي المجيد, وبطولات آلاف الشهداء, أمثال فراس العجلوني, وموفق السلطي, ممن أزهرت وأثمرت تضحياتهم ودمائهم عن هذه القلعة الحصينة العصية على الاختراق, والصخرة الصامدة التي تتحطم فوقها الأعاصير, بقيادة ملك شجاع, استحوذ على ثقة البيعة, أمانة يحملها أبناء البادية في الأعناق, وعهداً أبدياً ثابتاً يحافظون عليه في الأحداق, يعمر قلوبهم إيمان عميق بأن جلالة الملك هو صمام الأمان, وعنصر البقاء, وقطب الرحى, بنى بيننا وبين الدمار سداً منيعاً, وجعل بيننا وبين الخراب ردماً عميقاً, وهذه رحمة من الله, حمى الله الوطن وقائده وولي عهده.