الكتابة عن هذا الزعيم الخالد، ربما تندرج في خانة التطاول، أو تعتبر محاولة بلوغ الجبال طولاً، أو التسامي فوق السحاب.. نعم فالشيخ بركات كان شامخاً كالجبال، وسامياً في السماء خلقا وعطاء.. ثائر النفس ويقظ الوجدان، أدرك منذ نعومة أظافره قيمة العلم والطموح .
هذه السطور ليست تدويناً لتاريخه المشرف، إنما هي مجرد محاولة لا تطمع كاتبتها إلا في أن توفي الرجل في زمن قل فيه الوفاء بعض حقه، وأن تستدعي ذاكرة القبيلة ومحبيه في زمن أصبح فيه النسيان أو التناسي سمة بارزة من سماتنا.
شارك في غزوة العمرات العراق وعمره 14 عاما، حيث كان والده عقيد خيل بني صخر والسرحان في تلك الغزوة، وفي عام 1923 انتخبه الامير (الملك المؤسس) مع مجموعة من ابناء شيوخ العشائر للدراسة في مدرسة السلط الثانوية، وتخرّج منها عام 1930 ليكون أول المتعلمين في البادية، والجندي الاردني رقم (1) في قوات البادية الاردنية، وفي عام 1939 اوفد الى اليمن وشكل قوات بادية حضرمية والتي اصبحت جيش (اليمن الجنوبي)، عام 1951 عُيّن قائداً للحرس الوطني في الضفة الغربية، وفي عام 1956 عُيّن قائداً لقوات البادية الاردنية، وفي عام 1957 كان احد القادة الاربعة الذين اكتشفوا ما يُسمى بـ حركة الضباط الاحرار، وقد ذكره جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه في كتابه "مهنتي كملك "، وعُيّن مديراً لشرطة القدس واربد والسلط والكرك ومعان، ثم مساعداً لمدير الامن العام، في عام 1964 احيل على التقاعد وعُيّن بارادة ملكية سامية قاضياً عشائرياً، وعضواً في مجلس العشائر، وفي عام 1970 أسس الجبهة الوطنية للعشائر الاردنية .
الشيخ ابو فواز أحد اعمدة قبيلة بني صخر، ورماحها الباسقة، معتق كماء زمزم، ورائد من رواد التعليم والجندية، عام 1987 ترجل راحلا بعد مسيرة حافلة بالعطاء والتميز .