نيروز الإخبارية : يجمع فيلم «فقط الشجعان» (Only The Brave) (2017) بين أفلام السيرة الذاتية الواقعية والحركة والمغامرات والدراما. وهذا الفيلم هو ثالث فيلم من إخراج المخرج جوزيف كوسينسكي. واشترك في كتابة سيناريو الفيلم الكاتبان السينمائيان كين نولان وإريك وارين سينجر، استنادا إلى مقال بعنوان «ليس هناك خروج» مبني على أحداث واقعية للكاتب شون ماكين نشر في مجلة (GQ) الأميركية التي تصدر في مدينة نيويورك.
وتستند قصة فيلم «فقط الشجعان» إلى شخصيات وأحداث حقيقية تتعلق بمقتل 19 من رجال الإطفاء الذين بذلوا جهودا خارقة وجازفوا بكل شيء وضحّوا بحياتهم خلال محاولة إطفاء حريق هائل وواسع الانتشار والحيلولة دون وصول الحريق إلى بلدتهم. وشبّ هذا الحريق بفعل البرق ووقع في جبل جرانيت في بلدة بريسكوت بولاية أريزونا الأميركية في شهر حزيران في العام 2013. واشترك في محاولة إطفاء هذا الحريق الهائل أكثر من 400 من رجال الإطفاء، وانتشر هذا الحريق على امتداد 8300 فدان. وهو سادس أكبر حريق في تاريخ الولايات المتحدة، من حيث عدد الضحايا البالغ عددهم 19 من رجال الإطفاء. وتم إهداء فيلم «فقط الشجعان» لضحايا الحريق من رجال الإطفاء الذين ضحوا بحياتهم وهم يحاولون إخماد الحريق.
وتشتمل أحداث قصة فيلم «فقط الشجعان» على عروض واقعية متواصلة لانتشار الحرائق، وذلك باستخدام أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا المؤثرات البصرية التكنولوجية السينمائية. وتتناول قصة الفيلم العلاقات بين رجال الإطفاء، بما في ذلك الاحتكاكات والعلاقات الودية بينهم، كما تتناول حياتهم الخاصة خارج نطاق العمل وعلاقاتهم بأعضاء أسرهم، وبخاصة مع زوجاتهم، بشيء من التفاصيل، بما في ذلك من إيجابيات وسلبيات.
ويتميز فيلم «فقط الشجعان» بالعديد من المقومات الفنية، كقوة إخراج المخرج جوزيف كوسينسكي الذي يقدّم عملا سينمائيا دراميا قويا لحياة رجال الإطفاء، بحيث يشعر المشاهد بأنه يعيش وسط أحداث الفيلم الواقعية المؤثرة. كما يتميز الفيلم بقوة السيناريو والحوار وتطوير الشخصيات وبراعة التصوير وواقعية وتفاصيل وانتشار وإطفاء الحرائق، وسرعة الإيقاع والموسيقى التصويرية للموسيقار الأميركي جوزيف ترابانيس. ويقدّم فيلم «فقط الشجعان» نموذجا لقوة أداء الممثلين في فيلم درامي، والذين يشملون عددا من الممثلين القديرين المخضرمين وفي مقدمتهم جوش برولين ومايلز تيلير وتيلور كيتش وجنيفير كونيلي والممثل جيف بريدجيز الحائز على جائزة الأوسكار. ويسهم هؤلاء الممثلون القديرون وقصة الفيلم الحقيقية المؤثرة في تقديم دراما واقعية قوية تعبّر عن قوة الأبطال الحقيقيين وعن تبجيلهم وتقديرهم. واستقبل فيلم «فقط الشجعان» بثناء كبير من نقاد السينما، واستشهد عدد منهم بمشاهد الفيلم الواقعية المبهرة والساحرة. وسجّل معدل 90% على موقع «الطماطم الفاسدة» الذي يشمل أكبر عدد من نقاد السينما الأميركيين.
واحتل فيلم «فقط الشجعان» في أسبوعه الافتتاحي المركز الخامس في قائمة الأفلام التي حققت أعلى الإيرادات في دور السينما الأميركية، وبلغت إيراداته العالمية الإجمالية 21 مليون دولار، فيما بلغت تكاليف إنتاجه 38 مليون دولار. وافتتح هذا الفيلم في 2577 من دور السينما الأميركية، وعرض في 18 دولة حول العالم.
يشار إلى أن فيلم «فقط الشجعان» عرض في دور السينما الأميركية والأجنبية، بمحض الصدفة، بالتزامن مع اشتعال نيران في مناطق واسعة من ولاية كاليفورنيا، شملت أكثر من 8000 حريق على امتداد أكثر من مليون فدان (4368 كيلومتر مربع) وذهب ضحيتها 41 قتيلا و125 جريحا على الأقل، بالإضافة إلى مئات المفقودين، واحتراق آلاف المنازل والمباني.
واشترك في إنتاج فيلم «فقط الشجعان» أعداد معتدلة من الطواقم الفنية التي شملت 58 من مهندسي وفنيي المؤثرات البصرية وستة في المؤثرات الخاصة و47 في التصوير وإدارة المعدّات الكهربائية و30 في القسم الفني و21 في قسم الصوت و19 من البدلاء و16 في قسم الموسيقى و15 في الماكياج وثمانية في تصميم الأزياء وسبعة في المونتاج، بالإضافة إلى سبعة من مساعدي المخرج.