ولد الشيخ احمد سالم محمد عيسى المعاقلة البلوي في غور الصافي ' تاريخ ١٣ - ٥ -١٩٤٧ التابع لمحافظة الكرك . حيث ترعرع بين كنف والديه مع شقيقه الآخر سليمان وقد أحسنوا تربيتهما ونالوا بالحسنى رضاهم واجر دعواتهم .وفي عشقهم للأرض التي كانوا يقوموا بزرعها وحصاد محصولها التي هي مصدر عيشهم ورزقهم وفخر إعتزازهم والذي يعتبر الأغوار الجنوبية سلة غذاء الوطن وغني بمصادره الزراعية والصناعية .
وهو أحد قيادات ورموز لواء الأغوار الجنوبية ومن وجهاء قبيلة بلي على فروع امتدادها في الأردن والوطن العربي.
والعم الفارس المغوار ' احمد سالم ابو فتحي الملقب بي (البندوري) . وهو متقاعد من سلك القوات المسلحة الأردنية حيث كان مضربا للمثل لسيرته الطيبة والعطرة أثناء خدمته العسكرية المشرفة في العمليات الخاصة محط فخر وأعتزاز كل الأردنيين الذين ضحوا في سبيل هذا الوطن . وتعتبر العمليات الخاصة هي مرجع هام في الجيش ونمط عالي وانموذجا مثالي على اعلى مستويات الجاهزية في اعداد الخبرات والكفاءات المتميزه التي لها شأنها الخاص لدى القيادة الهاشمية منذ تأسيسها إلى حاضر يومنا هذا في ظل حضرة القيادة الحكيمة جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله .وفي المقدمة شعارهم ( العمليات الخاصة دائما في الأمام ). حينما ان العهد السابق المرن لأهمية العم ابو فتحي الذي كان مدربا لامعا وصلبا شديدا مثل شدة العاديات التي لا تنحني إلا الله في حب ولائه للقيادة الهاشمية والوطن وكانت شهادة سمعته على مستوى المملكة الأردنية الهاشمية في مهام تدريباته الصعبة وصدى صوته كالأسد في عرينه وقد تتلمذ على يده الكثير من أبناء الجيش منهم كبار الضباط والمسؤولين وباقي الرتب الصغيرة حيث كان هناك ايضا ارتباط مباشر بينه وبين المسؤولين الكبار وعلاقة حميمة يسود بينهم جو المحبة والزمالة والأخوة كأمثال الباشا خير الدين هاكوز الذي شغل منصب المفتش العام للقوات المسلحة وأمثال الباشا اللواء غازي الطيب واللواء احمد علي عايد العجارمة واللواء احمد علي عايد ابو سويلم والباشا ماجد العيطان والباشا خالد محمود بني ياسين واللواء سعد العدوان والعميد موسى ابو اربيع العدوان والعميد وصفي خريسات والباشا مصطفى النواصره والعميد عاهد عيسى الصواي والعميد انور ريان والمقدم الركن مفلح العشيبات الذين كانوا بصحبته ورفقته وغيرهم من كبار الضباط والمسؤولين الذي لا يحضرني ذكرهم رفاق السلاح الذي كانوا معه وهو يذكرهم من حين إلى اخر حينما نتحدث عن أخلاق الجيش وعن أخلاق اي اردني يعشق وطنه ومليكه.
والقيادي المدرب احمد سالم البندوري المعاقلة كان محبوبا وصاحب خلق وابتسامة جميلة وصادقة وهو من الطراز الرفيع المحنك بمستواه الثقافي ومثال الجندي المخلص لما حظي بمحبة المسؤولين والمرؤسين وأهتمامهم. متحملا الكثير من عبء المسؤوليات في حبه لوطنه حيث نال وتقلد الكثير من أوسمة الشرف والشارات العسكرية الفخرية التي وشح بها لكفاءته وامانته في اخلاصه المعهود للملك والوطن في عهد الحسين الباني رحمه الله ومما حظي بذيوع السمعة الطيبة والمكانة المتواضعة من الأشراف والأمراء حيث انعكست تلك السمعة لمحبة أبناء الأغوار الجنوبية جميعهم والذين يشهدون دائما بمواقفه ونشاط تواصله مع صناع القرار من هو مسؤول ووجيه في المنطقة وهم ينتظرون بشغف عودته من العسكرية لما يتسم بالعلاقات الدبلوماسية انذاك مع كبار الضباط المسؤولين وموضع ثقة احترامهم وقد كان لديمومة التواصل والمعارف اثر إيجابي على أبناء الأغوار في إيصال رسالتهم اثناء خدمته وحكم علاقاته في تقديم ما أمكن من خدمات وفاءا لمسقط راسه وأهله في الأغوار . وان لذلك الصيت السابق لم ينساه أحد كبار ومسؤولين الجيش والذي التقيت معهم سابقا عام ٢٠١٣ في مائدة أفطار المتقاعدين بشهر رمضان في قيادة العمليات الخاصة وبحضرة الباشا خالد محمود بني ياسين قائدها انذاك واللواء خير الدين هاكوز والباشا علي عبد الغفور الجرادات وبحضرة المقدم المتقاعد الركن المظلي. مفلح فلاح العشيبات وفي شهادتهم وثنائهم الفخر والأعتزاز بالعم احمد البندوري حيث قائلا لي الباشا هاكوز : وهو شاهد اعيان في عهده بأن العم احمد هو علم من اعلام الجيش وهو صديقا وفيا وامثاله قليل .وقد التقيت بنخبة من المتقاعدين امثال المتقاعد الشيخ مصطفى عليان الزبون والعميد ارياض درغام والعقيد حسن خطار واللواء سعد العدوان وحمد الخلايلة والذين اتواصل معهم حيث يسألونني بالأطمئنان عن صحته دائما حيث ذكروا لي اثناء لقاء تلك الدعوه عن مواقف احمد البندوري التي تسطر بأحرف من نور . وفي لقاء الباشا درغام قائلا : عن البندوري منذ بداية الستينات وفترة السبعينات بأنه مدرب متميز وشخصيته مفعمة باللياقة وشديد الهمة والكل يخاف من صعوبة تدريباته وصدى صوته الذي يسمعه الجميع . وفي لقاء آخر تشرفت به مع اللواء المتقاعد وائل البقاعين وجها لوجه في موقع عملي سنة ٢٠١٦ وهو احد المرافقين للوفود وانا في شرف الخدمة العسكرية حيث نظر إلي يسألني قائلا البندوري ما هي صلتك به ورددت عليه قائلا : قلت له هو ووالدي عيال الأخوة وعمي في الدم والهم وبمثابة الأب.ثم مدح بثناء عن مواقف البندوري وشجاعته ورجولته وسألني عن زملائه المقدم الركن المتقاعد سعادة ابو فادي العشيبات والعم المدرب المتقاعد جمعة عوده المعاقلة الملقب ( بالمخ ) والمتقاعد المختار حسن سالم الخطبا حيث وفي نفس الوقت بلغني أحد المسؤولين انت متفرغ الزيارات مع رفقة الباشا البقاعين والوفود لمدة شهرين وهذه هي اكبر شاهد على وفاء المسؤولين للعم ابو فتحي لما له اثر بالغ في نفوس الآخرين كرما واحتراما لتلك الصداقة وهذا الوفاء المنقطع النظير ليس بعده وفاء.
حيث كان للعم احمد عدة مشاركات في سفراته الخارجية للدول العربية والأجنبية حيث له الكثير من الصور وهو في حضرة كبار الضباط امثال الباشا ماجد العيطان وهم في واجب قطر وليبيا والسعودية والخليج العربي وغيرها من الدول وتلك الأنجازات شاهد على كفاءته التي عانقت حب الوطن منذ نعومة اظفاره وهذه ثمرة الحب في البر والطاعة لوالديه ولم يكن جبارا عليهما بشهادة شقيقاته.العمات والعم احمد متزوج لأربع نساء وعلى ذلك الأحسان في بره نتج القطاف ونماء الذرية الذين عاصروا صروح الجامعات والمعاهد وهم سبعة شباب وسبعة بنات. ومن الأبناء المهندس محمود هندسة مايترونيكس والممرض عاهد دبلوم تمريض كلية الكرك. وآخرون هم محمد وفتحي ونضال الذين افنوا شبابهم في سبيل الوطن والخدمة العسكرية على خطى والدهم. وايضا ثائر واشرف ونبيل عاملين في القطاع الخاص لدى شركة البوتاس العربية ..وفي آفاق نجاحات العائلة وفخرها خمسة بنات معلمات في حصولهن على متطلبات البكالوريس في مختلف التخصصات العلمية ومنهن: ماجستير في التربية وبكا احياء وبكا لغة عربية وبكا معلم صف وبكا انجليزي وهذا غيض من فيض للعائلة في نجاحها العلمي المتواصل .
وانه مهما تحدثنا من سطور الكلمات بمدح وثناء عن حياة العم احمد سالم المعاقلة قد لا نوفيه حقه وقد قصرت وغابت بعض الأقلام المدونة ان تسطر بعفوية وعرفان عن هذا الفارس الناجح والتي كان يتغنى بشخصيته البعيد قبل القريب لجراءته وشجاعته ومكانته الأجتماعية.
وفي عارض الأيام وشؤمها لأوائل التسعينات عندما كنت صغيرا وانا في المراحل الأعدادية حينها شاءت الأقدار بخبر صادم افجع العائلة وأنتكست منه أبناء الأغوار جميعهم وكل محبين العم احمد سالم في تعرضه لحادث سير مؤسف على طريق الخرزة الكرك والذي اودى بوفاة الشيخ المرحوم عياده العشوش الذي كان صديقا له وفي رفقتهم بالسياره الدكتور عواد اطليق خليفات حيث تأثر العم احمد بأستياء حالته ودخوله المشفى ليبقى مقعدا لفترة طويلة من الزمن وهو يواجه المعاناة والأرق الذي كان من صنيع القدر له ليكن غائب المشهد وكسرة خاطر الأهل والأغوار شاحبة لما استبشروا به خيرا فخرا بالعم احمد . لكن حياة الأنسان لها نصيب من الرحمة والأقدار .ثم تغير مسار صحته بعد الحادث بعشر سنوات للمشي على عكازه وهو على حالته لهذا اليوم وقد كان المصاب مؤلم لأبناء الأغوار والكل متحسرا وفيهم الحزن والأسف على فقدان الشيخ عياده العشوش وعلى تدهور الحالة الصحية والشلل الدماغي الذي تأثر منه موجعا العم ابو فتحي مما تسبب في اتقطاع علاقاته مع المسؤولين ومحبية ولكن هي أقدار الله لا اعتراض عليها حيث يقضي ايامه مستعينا خاشعا بقراءة القرآن الكريم بأستمرار صابرا غير منقطع ليراوده امل وصحوة جديده تعود له عافيته ومسار عقله الذي بعض الأحيان يفقده توازنه وهو يفكر في حياته العسكرية التي قضاها في حب الوطن والهاشميين عالقا في اذهانه أسماء وكبار ضباط الجيش الذين احبوه وكانوا معه في شرف الخدمة العسكرية وصحبته على حب الوطن والقيادة وفي مسرح ذاكرته اسطورة الجيش التي لا تغيب .
سائلين الله ان يحفظ الوطن وقيادتة الهاشمية الحكيمة وان يمن الله على العم ابو فتحي بالعمر المديد ودوام نعمة الصحة وموفور العافية.ان ربي لطيفا لما يشاء .