الأردن موطن الأنبياء, مهد الرسالات, وطن صبر أيوب ورحمة عيسى وحكمة لقمان, نخطو في جناته, نشرب من حياضه, نتفيأ ظلاله, تنجلي غيوم اليأس في رحابه, لا يخيب به رجاء, ولا ينقطع به أمل, نظن به خيراً ونصراً وثباتاً, أرض المحشر والمنشر.
الأردن دولة عميقة الجذور, راسخة الوجود, تتربع على دائرة جغرافية استراتيجية, تحتل عقدة النقل والمواصلات, مركز ثقل إقليمي, مفتاح استقرار للشرق الأوسط, تلعب دورا ً محوريا ً مؤثراً, بات استقرار الأردن يشكل في نظر الدول العظمى ضرورة حيوية, شرط طبيعي للحفاظ على السلم والأمن الدوليين, أعطى الأردن عناصر الدعم والمساندة والمنح والمساعدات الدولية لسد الفجوة بين معادلة السكان والموارد.
نواجه اليوم مرحلة استثنائية, وباء يهدد المنظومة الصحية وحياة الناس, أزمة اقتصادية عميقة معقدة ومركبة, ضغوط سياسية لتمرير صفقة القرن التي تدفن كل الاتفاقيات والقرارات الدولية السابقة, هذا خلق أزمة مالية, ومعاناة معيشية ضاغطة ربما تكون إحدى متطلبات تمرير الصفقة.
ترسخ لدى الأردنيين قناعة ثابتة بأننا قادرون على كسر ظهر الصعوبات والتغلب على التحديات, وتجاوز العقبات, بصلابة الإرادة, ثبات الموقف, لا بل قادرون على تحويل التحديات إلى فرص ازدهار, انعكاسا ً طبيعياً للنجاح السياسي.
في ظلال الوطن يعيش شعب عريق, أهل فضل ومروءة, لا طائفية ولا مذهبية ولا عنصرية, نسيج وطني متماسك, جبهة داخلية صلبة, يحميه جيش مؤهل مدرب, ذو جاهزية قتالية عالية, حديث ومحترف, يمتلك زمام المبادرة وقابلية الحركة ورد الفعل السريع.
قائدنا الأعلى رحمة من ربك, يرفع رسالة الإسلام وراية الإيمان, يحمل مشروع نهضة كبرى, نهضة تقود إلى دولة القانون, وإلى دولة الإنسان, بنى وطن, وخدم أمةً يحظى إنسانها بكرامة الحياة, في ظل وطن هاشمي رمزاً للسيادة والاستقلال, وعنواناً للأمن والاستقرار.