بقلم العميد المتقاعد الدكتور المهندس/حاكم الفلاحات
بالنسبة لي البارحة كانت أولى تجربتي في الاقتراع لمجلس النواب، حيث كنت أحد أفراد قواتنا المسلحة لذلك لم يسبق لي الانتخاب منذ عودة الحياة البرلمانية للأردن عام ١٩٨٩، لأن الدستور يمنع منتسبي قواتنا المسلحة العاملين من التدخل بالشؤون بالسياسية.
و كانت بالفعل تجربة مميزة بالنسبة لي، و بما أنني أسكن في العاصمة وأصوت في محافظة مسقط رأسي مأدبا، تواجدت عند صندوق الاقتراع حوالي الساعة ٦:٥٠ ص ، ظننت أنني أول الحاضرين، و فوجئت بوجود عدد من الناخبين في الصف جميعهم يرتدون الكمامات ينتظرون فتح الصناديق، وعند الساعة السابعة بدأ دخول الناخبين مسبوقين بإخواننا نشامى الأمن العام ينادون المقترعين المرضى وكبار السن إلى الدخول أولاً، وللأمانة الجميع قال الحمدلله نحن بخير،ثم جاء دوري ودخلت وقد وجدت كل الترحاب والبشاشة من الإخوان في مفوضية الانتخابات مما ينم عن المهنية العالية و حسن الأداء،
أعطاني أحد المتطوعين القفازات وطلب مني مسؤول التدقيق على الكمبيوتر أن اتلو عليه الرقم الوطني مباشرة من الهوية و بعد التأكد من البيانات طلب مني التوقيع على الكشف بقلم مُهدى من المفوضية و اعطاني الدفتر ثم بلغني مسؤول القاعة عن طريقة استخدام الدفتر والانتخاب، أدليتُ بصوتي حسب قناعتي و وضعته في صندوق الاقتراع بكل سلاسة، ثم وُضع الحبر على اصبع الشاهد الأيسر، حيث لم تأخذ مني هذه العملية سوى بضع دقائق و هنا انتهت عملية التصويت بكل فعالية و تقيد بالإجراءات الصحية الموصى بها.
ان الأسلوب المتحضر في التعامل والعمل المنظم والذي يؤكد أن المعنيين في إجراء الانتخابات يراجعون الأخطاء ويأخذون العبر ويبنون على النجاح والاستفادة من السلبيات بل وتسويتها وتوظيفها للأفضل .
أنتهز الفرصة هنا لشكرهم جميعاً، سواء مرتبات الأمن العام أو موظفي المفوضية أو المتطوعين، ولا أنسى المشاركين من كافة الدوائر، أبليتم حسناً.
أقولها بصراحة كنا نسمع عن اخفاقات غير مؤكدة ولا أستطيع التعقيب عليها بحكم بعدي عن الانتخابات سابقاً في العملية الانتخابية خلال الدورات السابقة، لكن عند مشاركتي بها هذه الدورة رأيت كل شيء مدروس ومنظم وهذا من خلال تجربة شخصية احسبها مميزة و اتنمى أن يكون هذا هو الطابع العام لكل من شارك، خاصةً الذين شاركوا لأول مرة كما هي تجربتي.
كل التوفيق لمن فاز بهذه الانتخابات و نأمل من الله ان يعينهم على حمل المسؤولية بما فيه الخير لبلادنا.