قتل زميلي الضابط الكفؤ والإنسان المثالي الخلوق على يد ابنه المدمن على المخدرات . مات العقيد المتقاعد محمد المزنه موتا مرعبا بالطعن ثم الدهس تحت عجلات سيارة القاتل . اي مخدرأت هذه، واي ابن هذا، بل واي موت بشع هذا.
موت العقيد أثار عاصفة تساؤلات وتعليقات مبهمة ومريبة تدور حول حقائق يعرفها ويخفيها متخصصون في غمرة الحديث عن تعاظم مشكلة المخدرات واتخاذها طابع وبائي جنائي قاتل.
حادثة العقيد تؤكد ان ثمة خطا أساسي في فهم وتقدير حجم المشكلة وأسباب نمائها مع فرط نشاط المهربين وجرأة الموزعين والتجار على رجال الأمن العام وارتفاع معدلات مقاومتهم ، وزيادة حالات قتلهم وإصابتهم زيادة مذهلة، قبل أيام اصيب ضابط ومجموعة أفراد في المفرق اثناد ضبط قضية مخدرأت .
نشرة المخدرات واحداثها أصبحت نشرة يومية روتينية كنشرة الأحوال الجوية وتتناول موجز الحوادث والأرقام المكشوفة ، اما الأرقام المخفية فحدث ولا حرج ، ما يؤكد ان عمليات التهريب من الحدود الشمالية عمليات آمنه، وتجرى بسهولة ويسر بغياب الحد الأدنى من المخاطرة ، ويؤكد أيضا ان التقاط عادة التعاطي تتصاعد بوتيرة متسارعة بين الشباب ، وشراء المخدر أصبح الآن أسهل بكثير من شراء الفلافل.
احد الخبراء من المختصين والعارفين الثقات علق على مقال سابق يتحدث عن تفشي المخدرات قائلا ( اضبطوا الحدود اضبطوا الحدود. اضبطوا الحدود. كل المخدرات تمر عبر الحدود الشمالية . هناك أمور على الحدود الشمالية تجعل استمرار كمية المخدرات تزداد بدخولها البلد . لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.. مات الضمير مقابل المال ) فيما علق زميلة الآخر قائلا (أخشى ان فتشنا موضوع الحدود ومن يقم بالتهريب ان نصدم للنخاع ).
مهمة الأمن العام تنحصر في المكافحة بالداخل ولا شأن له بفوضى الحدود ،ونتحدث هنا عن مصب المخدرات ودفقها من الخارج في الوقت الذي يتم فيه رصد دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء على امتداد الحدود المطرزة بكل وسائل وأساليب المراقبة من نهر اليرموك غربا حتى حدود العراق شرقا.
أين الخلل . وكيف تجري هذه العمليات الدؤوبة والمستمرة بكل هذه الكثافة والتواصل والحجم . وما هي الأمور التي تحدث عنها الخبراء. وما هي دوافع ومبررات الخشية من التفتيش في موضوع الحدود.
مقتل العقيد يؤكد ان ثمة شبهات وعلامات استفهام كبرى ، وان أمور تدبر بليل ، فالمملكة مشبعة تماما بالمخدرات ،والعائلات الأردنية تتفكك وتتهاوى يوميا كعائلة المرحوم ،والفائض يصدر لدول الجوار ،وهذه حقيقة أصبحت واضحة وضوح الشمس في كبد السماء ومن السذاجة إنكارها او التقليل من شانها ، او اعتبار المملكة ممر وليست مستقر للمخدرات.
رحمة الله عليك محمد بيك ألمزنه الرجل الشهم الكبير وانا زاملتك واعرفك عن قرب ولعنة الله على كل مجرمي الَمخدرآت وما يتسببون به من جرائم بشعة فقبلك قتل مدمن والدته وفقأ عينيها بلا رحمة وشفقه.
لا يسعنا في هذا الموقف الحزين الا ان نقول كفاية بلاوي زرقا تسببها المخدرات في التراكيز المرتفعة من الفقر والبطالة والانتحار والجريمة والطلاق .
المشكلة طرفية ومنبع المخدرات يقع على الحدود الشمالية، والأمن العام كمن ينفخ في قربة مثقوبة ويضع كل ثقلة وامكانياته في المكافحة بلا جدوي. فمن يا ترى ينقذنا ويطفئ ظمأ تساؤلاتنا الحزينة ويجيبنا بصراحة وجراءة وصدق …من يدخل المخدرات وهل حان الوقت لإجراء رقابة على رقابة الحدود؟.سؤال مشروع اخذ يتردد على لسان كل الأردنيين بعد موت العقيد في يوم رعب لا ينسى.