تنفّس الأردنيّون الصعداء بعد أيام باتت تحبس الأنفاس، ليجدّد الأمل فينا بكلمات داعبت الظنّ والفكر، واضعا جلالته النقاط على حروف تاهت بنا بعض الوقت، وكنّا نظنها ستفرج، لأن ثقتنا بقيادتنا وبأنفسنا فاقت هواة التشكيك الظّانين بنا ظن السوء.
لأول مرة تسمّرنا أمام وسائل الإعلام ننتظر بترقب وكلنا أمل لا وجل، متيقنين أنّ في رسالة جلالته ما يطمئن القلوب، ويبعث الراحة في النفوس المطمئنّة لمنعة هذا الوطن وقوة شعبه.
لم يساورنا الشك في يوم من الأيام أن جلالته يمتلك من المقومات الشخصية ما يكفي للتعامل مع زوبعة عابرة غير غابرة بقيت محدودة في فنجان مقلوب، ليقول لنا أن الفتنة وئدت، كيف لا وقد سبق عقله سنه، وهو الذي اعتاد كظم الغيظ في ظروف أكثر صعوبة وتعقيدا، وهو يواجه رياح عاتية كان فيها كالجبل ومعه كل الأردنيين بأكتافهم القوية التي لم تنحني رغم ثقل الأحمال، وهممهم العالية التي لم تفتر رغم قساوة الظروف.
من اعتاد الإبحار في دلالات الكلمات، سيجد نفسه هذه المرة غارقا في الأعماق للأذقان، ومتلذذا بما يطيب من المعاني والعبر التي حملتها رسالة جلالته، وهو يكاشف ويصارح ويشرح، ليزيل الغموض وينفث غبار ما جرى، ليؤكد للأردنيين أن لا أحد يتقدم على أمن الأردن واستقراره، وأنه لا يخيب لهم ظن باثنين (الوطن والملك) ما دام الله ثالثهما.
وها هم الأردنيون يدخلون بوابة المئوية الثانية متماسكين متراصين وهم على العهد والوعد، يتوسّمون الخير في جلالته، وينشدون ويترقبون العدل والرحمة بعزم لا يلين، وهم على أمل بقدرة جلالته على قلب الموازين لتعتدل وتستقيم، وهو سبيلنا للبقاء يدا واحدة، وطريقنا لبقاء هذا الوطن وطن العز والمحبة والتآخي، وكي يبقى حرّا آمنا مستقرا بإذن الله.