انتقلت مناخات المنطقة من مناخات كورونا الوبائية وادخلت في اجواء بيغاسيوس السيبرانية، وما بين درجة التسابق البيولوجي وحالة التنافس الاستخباري تكون البشرية قد انتقلت من منزلة الصراع الناعم الوبائي الى مناخات الاشتباك الخفي في العالم الاحتوائي الافتراضي، وبهذا تكون البشرية قد أدخلت العالم الافتراضي الى عالمها الوجاهي، حيث اخذ هذا العالم يتصل بطريقة غير مباشرة مع العالم الوجاهي الى الحد الذي بات جزءا منه، فان لم يشكل جزءا عضويا من تركيبته فهو يشكل محيطا احتوائيا لمجتمعاته.
واخذ هذا العالم الخفي يؤثر بطريقة كبيرة على الاداء العام للبشرية ويقوم بتخزين كل المعلومات المرسلة، ويعمل على تحليل جميع البيانات المعدة للافراد والمؤسسات، لا بل ويعطي انطباعا يشبه المشروعية ويرسم الافكار والمنهجيات التي يقف عليها هذا الفرد او تقوم بها هذه المؤسسة، ولان الانطباع في المفهوم الضمني اقوى من الحقيقة كيف لا، وهو ما يباع ويشترى في المعاملات التجارية والأسواق العالمية. اخذ موضوع الاهتمام بالعالم الافتراضي بازدياد وتنام؛ وهو ما جعل العالم ينفق على العالم الافتراضي وادواته اكثر من العالم الوجاهي ومحركاته.
فيما بدا العالم الافتراضي يؤثر على الطاقة الحركية للافراد ويكون اكثر قربا للمجتمعات والمؤسسات وبدات دوائر تواصل الاستقطاب تشكل علامات تجارية لتشكيل مجتمعات تنسب للمجتمعات الوجاهية لكنها تتفاعل مع الشبكات الافتراضية، فيما اخذ ميزان الحركة وزاوية التوجه تكونها مقدار الحركة وحجمها، بدا التنافس حول نقاط الاستقطاب التي تشكلها المرجعيات الناظمة في العالم الخفي الى الدرجة التي بات فيها التنافس يكون حول جغرافيا افتراضية كانت قد شكلتها العلامات الفارقة في الواتس اب والفيس بوك والانستجرام وسناب شات ويوتيوب، وهذا اضافة للتوتر، واخذت هذه العلامات الفارقة تضع ضوابط وقوانين وانظمة يتم تطبيقها على الجميع دون تمييز او تمياز وهذا ما بدى واضحا عندما تم تطبيق سيادة العالم الخفي او الافتراضي على الرئيس الامريكي السابق دونالت ترامب عندما تم تجميد حسابه لمخالفته التعليمات.
واخذت الصناعة المعرفية بين الدول تقوم على مبدأ التحصين /الهجوم واصبحت ميادين التسابق المعرفي تقوم على هذه العلوم، وهنا برز عنوان تسابق اخر يسمى العلم الاحتوائي يعرف بالعلم السبراني ويرسم قواعد للتحصين عبر الامن ونماذج للتشريع عبر القوانين واخر للتقنيات عبر النماذج والتطبيقات.
واخذت دول تتضامن فيما بينها من علوم وتتشابك في مصالحها من اجل تشكيل مرجعية اممية افتراضية على غرار مجلس الامن الدولي الوجاهي عندما شكلت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة واستراليا وكندا ونيوزلاندا منظومة عمل متقدمة وانبثق عن هذه المنظومة برنامج عمل يحمل نموذجا سيبرانيا يقوم على التحصين والتاثير عرف باسم بيغاسيوس.
بيغاسيوس هو البرنامج الذي قام بتطوير آلياته بالاستهداف والرصد وتطوير نماذج وانماط احتوائه عبر سرعة الاحتواء الضمني خلال ثوان معدودة يعمل وفق تقنية الهندسة الاجتماعية بطريقة خفية، وكونه احتوائيا فانه من الصعب اكتشافه بشكل محسوس او ملموس، لذا يعد من البرامج المعيارية الصامتة التي تقوم بمسج المحتوى المستهدف عبر تثبيت الوحدة الضرورية للقراءة ويعمل بطريقة الانشقاق الفطري للمستخدم ضمن عناوين متابعة شاملة، لذا يعد برنامج العمل هذا من البرامج المخترقة الخطيرة.
اما الخطر الجديد الذي شكله برنامج بيغاسيوس فبرز عندما تم تطوير هذه المنظومة التقنية من خلال طائرة الدرون، واصبح بيغاسيوس قادرا على مسح مناطق واختراق الاجواء والسيطرة على المنظومة المتداخلة في الهندسة الاحتوائية، وقامت بعض الدول التي امتلكته باستخدامه بطريقة خارجة على النص وبيان المنظومة وهذا بالضرورة يلزم المرجعية التي اخرجت هذا البرنامج بوقف حالة سوء الاستخدام التي تنتهجها بعض الدول في التعاطي مع هذا البرنامج بطريقة حازمة.