لنخرج فعلا من عنق الزجاجة، بل ومن كل الزجاجة، فالعالم يدخل الثورة الصناعية الرابعة ومشاريع المستقبل (روبوت، تكنولوجيا رقمية، نانوتكنولوجي، طاقة متجددة، إقتصاد أخضر)، بينما شبابنا صناع الأفكار وتحويلها إلى إبتكارات وإختراعات ومشاريع إنتاجية، يعانون الفقر والبطالة، ولا يجدون الإسناد الحقيقي.
حقيقة 1: مديريات التنمية الإجتماعية مشكورة تقدم المعونات لمن يستحقها، ولكننا نريد تنمية حقيقية بجانب ذلك، بينما مديريات العمل مشكورة تنظم سوق العمل، ولكنها لا تساهم بتعزيز دواعي توفير فرص العمل.
حقبقة 2: مباني مديريات التنمية الإجتماعية ومباني مديريات العمل، تنتشر تقريبا في كل مدن وقرى وبوادي ومخيمات المملكة.
حقيقة 3: كوادر هذه المديريات يحملون درجات علمية ولديهم خبرات وطاقات، يمكن رفدها وتعزيزها من الوزارات المعنية بالكوادر الإضافية والتدريب، لماذا؟
نتطلع إلى خطة خمسية أو حتى أقل (عامين ممكن إن أردنا)، يتم فيها الإبقاء على دور هذه المديريات الموقرة + تحويلها من مباني وكوادر ولوجستيات وحوسبة ومكاتب، إلى حاضنات أعمال وإبتكار تنتشر في كل محافظاتنا وألويتنا ونواحي مملكتنا الحبيبة.
قد يحتاج ذلك بالطبع التعديل على بعض القوانين والأنظمة، وإضافة بنود جديدة تدعم التوجه الجديد، إضافة لعقد إتفاقيات مع الجامعات والمراكز العلمية والبحثية المحيطة، والأمر بالطبع يحتاج مخصصات مالية إضافية لإدارة وتشغيل هذه الحاضنات.
حاضنة الأعمال: عبارة عن مبنى يحتوى مجموعة مكاتب توفر خدمة الحوسبة والإنترنت والسكرتاريا والطباعة والمراسلات، إضافة للتدريب والإسناد، وبعض اللوجستيات،
وتستقطب أفكار الشباب التجارية المختلفة، وتوفر لهم بيئة إدارة أعمال مثالية، وخلال فترة زمنية تمتد إلى عام، تسند الشباب وفكرتهم وأعمالهم التي إنبثقت عن الفكرة، فيصبح لهم إسم تجاري وخبرة تمكنهم من الإستقلال عن حاضنة الأعمال، والإنطلاق في السوق بنجاح.
حاضنة الإبتكار: عبارة عن مبنى مقسم إلى أجزاء ممكن أن تشمل قسم الحوسبة والبرمجة، قسم هندسة التصنيع، قسم مختبرات المواد، ... إلخ.
تستقطب أفكار الشباب، تطور عليها، تحولها إلى منتجات نافعة ومفيدة وقابلة للتسويق.
المخرجات المتوقعة:
منتج نوعي واحد قد يرفع الناتج الإجمالي للمملكة لأضعاف، فالدول تستثمر بأفكار وطاقات شبابها الإبداعية،
صناعة الأمل لدى الشباب، وفتح الباب أمامهم نحو الإبداع، وتحويل أفكارهم إلى منتجات نافعة قابلة للتسويق،
تحويل مؤسساتنا من التنمية الهشة، إلى التنمية الحقيقة المستدامة،