انتصر الملك للشعب اللبناني في المؤتمر الدولي الثالث لدعم لبنان الذي نظمته فرنسا بالتعاون مع الامم المتحدة، عندما عبر جلالته عن تضامنه مع لبنان الانسان والاستقرار ودعم الاردن الثابت لامن لبنان، ليبقى قادرا على الحفاظ على مستقراته. ووسط ترحيب من الرئيس الفرنسي ماكرون وقادة وممثلي الدول العربية والاجنبية، القى جلالة الملك كلمته فى هذا المؤتمر عبر تقنية الاتصال المرئي التي عبر عبرها عن اهمية تنسيق الجهود وتعظيم المجهودات من اجل تحقيق عوامل الاستجابة الدولية من اجل التضامن مع الشعب اللبناني وتوفير الدعم الملائم له، بما يحفاظ على مستقراته حتى لا تخرج الازمة اللبنانية الى الفضاءات الاقليمية، وتصبح المسألة اللبنانية مسألة اقليمية دولية وليست قضية داخلية يمكن السيطرة عليها في الداخل اللبناني.
هذا ياتي فى ذكرى اليوم الذي اصيبت به بيروت فى قلبها النابض بالحياة، عندما تم تفجير مرفأ بيروت وضرب مينائها البحري الحيوي الذي يعد ثالث ميناء تجاري فى البحر المتوسط، هذه الحادثة التي راح ضحيتها 7000 شخص بين قتيل وجريح عندما انفجر حوالى 3000 طن من نترات الامونيا كانت مخزنة فى مرفأ بيروت، فكانت ان شكلت بذلك انفجارا يشبه انفجار القنبلة النووية، وهو ما ترك اثارا تدميرية فى وسط العاصمة اللبنانية، كما شل حركة التجارة اللبنابية مع المحيط الخارجي، وجعل من بيروت تزيد من ازمتها ازمة فى البنية التحتية والمعيشية، هذا اضافة للازمة السياسية التي ما زالت تلازم لبنان فى تركيبة حكومتها وفى تركيباتها المعقدة فى بيت القرار الامني والسياسي فيها؛ وهو ما ادى الى نزول سعر الليرة اللبنانية الى منزلقات غير مسبوقة امام سعر صرف الدولار، كما ادى ذلك الى ارتفاع كبير فى الأسعار جراء حالة التضخم التي تشهدها لبنان، وتدهور الحالة الامنية الذي يفاقم الازمة الاجتماعية.
ومن وحي ادراك جلالة الملك للازمة اللبنانية وملابسات تداعياتها ومدى قربه من صياغة الاحداث في الداخل اللبناني ومعرفته للخارطة السياسية والامنية للمنطقه، فلقد ارسل جلالته من خلال كلمته فى المؤتمر برسائل اربع؛ سياسية وامنية وانسانية ومعيشية، حيث اكد عبرها على ضرورة السيطرة على الازمة اللبنانية لتبقى داخلية، فلا يتم استغلال المسألة اللبنانية لتصبح قضية اقليمية ومركزا لاندلاع صراع اقليمي فى المنطقة، وهذا ما يعتبر بيت القصيد وعنوانه، وفي الناحية الامنية، اكد جلالة الملك على ضرورة دعم المؤسسة الامنية والعسكرية، كما ارسل رسالة تضامن داعمة للشعب اللبناني، إذ حث فيها الدول المشاركة والراعية على ضرورة الاستجابة الفورية لتقديم الدعم والاسناد المالي واللوجستي الفوري للشعب اللبناني، كما بين اهمية تظافر الجهود الانسانية من اجل دعم لبنان بكل احتياجاته الطبية والغذائية والصحية والمعيشية الضرورية، وبهذا يكون جلالة الملك قد عنون حل الازمة ولم يقف عند تشخيص تداعياتها ومآلاتها فحسب.
الاردن الذى كان قد نادى منذ حين بضرورة العمل على ايجاد مركز للامن الغدائي في المنطقة، ها هو يعود فيؤكد على اهمية ذلك مع دخول المنطقة الى منزلقات معيشية وانسانية، ومع ازدياد حالات الشد فى شرق المتوسط بعد اكتشاف حقل الغاز العظيم الممتد من الجنوب القبرصي الى بيروت، ودخول المجسات الاستخبارية فى الخليج الى حالة من الصدام الامني في شقيه المعلوماتي والسبراني، هذا اضافة الى مناخات التسابق الاقليمي على امتلاك اجهزة المسوحات المعرفية الطائرة(درون - بيغاسيوس )؛ وهو ما يجعل المشهد فى المنطقه مأزوما الى حد الصدام، وهو ما يعيد للاذهان اهمية الطرح الاردني في وجود مركز للامن الغذائي فى عمان.