ربما يُشاطرني الرأي معظم الناس بأن الكهرباء هي أعظم إكتشاف على وجه البسيطة لأنها أساس الحضارة والمدنية وساهمت بشكل مُلفت في التطوّر التكنولوجي المذهل الذي نعيشه في زمن الألفية الثالثة؛ والأهم من ذلك أن معظم الأجهزة والمعدات والآليات تعمل على الكهرباء؛ وبالتالي فإن ذلك يضعها على سلم الأكثر أهمية على البسيطة:
1) أحترم من قلبي توماس أديسون مخترع المصباح الكهربائي، كما أحترم مكتشف الكهرباء الأول الألماني فون غير كيه؛ بصراحة لأنني أقدر نعمة الكهرباء وحاجتنا لها في عصر الألفية الثالثة وعصر التكنولوجيا.
2) إذا أردنا معرفة قيمة الشيء فلنتخيّل الدنيا من غيره؛ فوجود الكهرباء نعمة وإنقطاعها يشكّل تحدّي كبير جداً؛ وخصوصاً في ظل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة المتجددة.
3) تخيّلوا إنقطاع الكهرباء، فلا حركة طائرات ولا قطارات ولا مركبات فضائية ولا سيارات ولا رؤية بالظلام ولا سرعة إنتاجية بالمصانع ولا خليويات ولا تلفزيونات ولا إنترنت ولا فيس بوك ولا وآتس أب ولا أدوات كهربائية منزلية ولا ولا فالقائمة تطول! وأجزم بأن الأكثر أهمية هذه الأيام بين إستخدامات الكهرباء هو الإنترنت والواي فاي والتواصل الإجتماعي الذي أدمن عليه معظم الناس في زمن كورونا وغيرها.
4) إنقطاع الكهرباء يعيدنا للعصور الحجريّة، دون نقل أو إنتاجية أو سرعة أو إتصالات، أو أو والقائمة تطول أيضاً؛ فعناصر ومواقع الإنتاج وكذلك المصانع وغيرها تحتاج الكهرباء كضرورة حتمية.
5) إنقطاع الكهرباء يجعل الدنيا ظلام، فالباطل يصبح حقاً والعكس صحيح؛ فالكهرباء ضرورة للعدل وضرورة لإظهار الحق؛ والحق دوماً يعمل تحت الأضواء والباطل في الظلام الدامس.
6) إنقطاع الكهرباء يعيد البشرية للمربع رقم واحد؛ فتعود الحياة للبدايات وتصبح بدائية، كما أن الناس تتراجع قدراتها وتطلعاتها.
7. مطلوب شكر النعمة وإستغلال الكهرباء بالإختراعات المفيدة، وولوج عالم الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية والرياح من أوسع الأبواب؛ حتى وإن كان هنالك معوقات كبيرة في ذلك.
بصراحة: علينا أخذ العبرة بأن نُرشّد إستخدام الكهرباء ونُحسن إستخدامها خوفاً من الندم ليس على فاتورتها فحسب بل على إنسانيتنا ومدنيتنا وحضارتنا برمّتها!