مع دخول اربد عام 2022 أصبحت اليوم على الخارطة السياحية الثقافية المحلية والعربية والعالمية عاصمة للثقافة العربية لعام 2022 " , حيث ان هذا الحدث التاريخي العظيم الذي جاء لإنصاف هذه المدينة العريقة التاريخية والحضارية والمترعة بالإنجازات والإبداعات في مختلف الحقول والميادين .
إن اختيار اربد عاصمة الثقافة العربية جاء بهدف إبراز أهمية المدنية التاريخية والحضارية , وإبراز الدور الكبير للأدباء والمفكرين والمثقفين في مختلف الحقول وميادين الإبداع الفكري والثقافي على مدى عقود طويلة من الزمن من بداية تأسيس الدولة الأردنية في عام 1921 في عهد الملك المؤسس عبدالله الأول إلى عهد الملك المعزز عبدالله الثاني ابن الحسين .
اربد اليوم هي وجهة المثقفين والأدباء والمفكرين والعلماء الاردنيين والعرب والأجانب بهدف السياحة الثقافية , ولذلك لا بد من تعظيم هذا الحدث العربي والعالمي وإبرازه في مختلف الجوانب لنؤكد للعالم أجمع أن مدينة اربد كانت وما زالت وستبقى مدينة الجمال والعلم والثقافة , وتستحق دائما أن تكون منارة وحاضنة للعلم والمعرفة والثقافة .
سيقام في اربد هذا العام العديد من الفعاليات والأنشطة والبرامج والمؤتمرات والندوات والمبادرات الثقافية والفكرية والفنية والإبداعية , والمطلوب اليوم من كافة الإربديين على مختلف مشاربهم العمل الجاد والدؤوب من خلال المشاركة الفعالة لتنمية الرصيد الثقافي والمخزون الفكري , وإحياء التراث الأردني المعنوي والمادي والمحافظة عليه وتوثيقه وتسجيله بالطرق الحديثة , ورفع مستوى العمل الثقافي والمعرفي للمجتمعات المحلية من مختلف الجوانب , ورعاية الموهوبين والمبدعين في حقول الأدب و التراث والفنون , وإجراء البحوث والدراسات الثقافية والعلمية في مختلف المجالات , و إبراز القيمة الحضارية والثقافية للمحافظة , و النهوض الجاد بالشباب ثقافيا وأدبيا وفكريا ، والانفتاح على الثقافات والحضارات العربية والأجنبية .
وكذلك لا بد من تثمين قيم الحوار الثقافي والتعايش والتسامح الديني وحرية التعبير , وتعزيز الثوابت الوطنية والدينية والأخلاقية والمواطنة الصالحة وحقوق الإنسان والقيم الإيجابية , وتعميق روح الانتماء للوطن والولاء لقيادته الهاشمية , والأهم من ذلك التصدي للسلوكيات الخاطئة والآفات الاجتماعية والتظليل الاعلامي ,بهدف الوصول إلى جيل من الشباب مثقف ومتعلم ومنتم ومحب لوطنه وأمته وعلى قدر عال من المسؤولية .
مؤسسات المجتمع المدني التطوعية هي منارة للعلم والمعرفة والتنوير ولها دور كبير وهام في توجيه المجتمعات وتوعيتهم وتثقيفهم حول مختلف الموضوعات والقضايا , فالتخطيط الممنهج والسليم يحقق الهدف المرجو ورسم الصورة المشرقة عن المدينة وسكانها , والمؤسسات الإعلامية لها الدور الأكبر والهام في نقل ونشر الأخبار والأحداث بتفاصيل جوهرية تعكس حقيقة الحالة الثقافية التي يحياها المجتمع إلى العالم أجمع .