ألفنا عندما نتطرق إلى كلمة الحب فتبدو ألوان قوس قزح على وجوه الحاضرين والسامعين
وكأننا نتحدث عن مصطلح محظور لا يجوز التداول به أو التطرق إليه واعتباره سداً منيعاً وحاجزا فولاذيا يصعب تجاوزه.
فإذا أردنا أن نعرف الحب بكلمات بسيطة فهو عبارة عن مجموعة متنوعة ومختلفة من المشاعر الايجابية والأحاسيس وهو شعور يتمثل في إعجاب شخص أو انجذابه لشخص آخر أو لشيء ما، هذه المشاعر غير المسيطر عليها في بعض الآحيان ترتبط بالسواد الأعظم بين الناس، فدائمًا ما يربط الناس ببعضها هو علاقة حب، لذلك يختلف الحب في كل علاقة عن الأخرى. فحب الأم لأبنائها مختلف عن حبها لزوجها، ومن المعروف علمياً أن جسم الإنسان يفرز هرمون الأوكسيتوسين المعروف بهرمون الحب، والذي يقوى العلاقة بين الأم وطفلها المولود وبين الأوساط الاجتماعية والعلاقات الحميمية بين الناس وحتى بين الحيوانات.
لذلك فالحب يجعل الحياة أكثر جمالًا، ويملأ قلب الإنسان بالراحة والسكينة والهدوء، فالإنسان مجبول على حب الكلمة الطيبة، وكلما تبادل
الناس الكلمات الجميلة الصادقة، نما الحب بينهم وازداد، ولعل ما يزيد هذا الحب ويمتنه ويوثقه أكثر العمل وإثبات القول بالفعل ليكون هذا الحب حبًّا حقيقيًّا. والحب الحقيقي أجمل ما يمكن أن يجمع الناس مع بعضهم، فعلى الرغم من أنّ العلاقات قد تتشابك، إلا أنّ الحب الحقيقي يبقى عملةً نادرةً، فالموسيقى حب، والفن حب والابداع حب، فهو القاسم الأعظم الكبير بكل مفاصل حياتنا.
ما أحوجنا في هذا الزمن إلى غرس ثقافة الحب وأن نبالغ برفع سقفه، لعل في هذا الوعاء الجميل تنصهر معاني الكراهية والحقد وتعلو معاني الإنسانية والرقي.
فالحب نعمة انعمها الله على عباده، فالطفل يحب دون أن يعي والأمّيُّ الذي لا خبرة له في الحياة يحب ولا يعي لماذا يحب، والحب قد وضع العلماء في موضع حيرة له صلة بالوعي والثقافة، فهناك انجذاب نحو هذا الكتاب أو هذه الفكرة وهذا الشخص وهذا الرأي وحتى العبادة بين الخالق والمخلوق هي علاقة حبّ، فهو الميتافيزيقية والتفكير ما وراء المعرفة، كما أن للحب وظيفة للحفاظ على حياة البشر ضد الأخطار. وهو أحد أكثر الموضوعات شيوعاً في الفنون الإبداعية ومجالاتها. فهما تعددت مصطلحات الحب ومفاهيمه فالمعنى واحد.
فعندما تحب وطنك فتصبح أنسانا صالحاً تحافظ عليه وعلى مقدراته ولا تعث به فساداً.
ولذا يكون السؤال.. هل يحتاج الحب إلى ثقافة؟ ثم هل نحتاج إلى تعريف للحبّ لكي نفهم ما هي محركات الثقافة في الحب؟
.
وخلاصة القول هل الحب يحتاج إلى وعي وثقافة، وما أعنيه بالثقافة ليس قراءة كتب بل هو إتّقان الحب ومصداقيته كونه مسؤولية مجتمعية، اكثروا من الحب وبالغوا به لنهزم معاً الكراهية والعنف، ولا تبالغوا في حب الكرة وتعلو من شأنه، وبقدر ما ان الحب يجمع وينْظُم ويقرِّب ويوحّد ويؤلف، فالكره بالمقابل، يفكّك ويخرّب ويهدم ويدمر.
عاش الحب ومفرداته بيننا لترتقي الإنسانية ونطلق العنان للإبداع