مزيونات ذيبان معاصم كورتها ؛ حقول من الحنطة تسافر على مدى الافق .
الساعد الحميدي الذي لا يرهقه المنجل ؛ والمحراث الذي يعشق اديم الكورة العذي .
" وقلت للصحب طاب الآن منزلنا فقد قضيت بهذا المنحنى وطري
هنا العصافير اسراب مغردة هنا المساء رهيف السمع والبصرِ
فهذه غيمة جاءت لتمطرنا وهذه غيمة عادت من المطرِ " .
لا أعرف إلا مكانين في الدنيا يحملان هذا الاسم ، برزة دمشق ولدت على اطرافها الشمالية وهي الآن حي من أحيائها ولها تاريخ حافل وطويل ، وبرزا بني حميدة ابنة الكورة ، آثرت على نفسها ان تحرس غارب السهل ، تتكئ بعنفوان على برزخ التزاوج بين الواله والهيدان وهي تدندن " هل تشربين الماء مثلي يا معتقة لا يشرب الماء من انهاره مدد " .
لله در كورة بني حميدة كم أنجبت من عناقيد القرى ومن فيض السنابل " هذا رحيقك منعش ارواحنا عجباً لشهد سال من ينبوع " ، في الكورة لا تعرف هل السهل يتكىء على القرى ام القرى تتكئ على السهل ليولد من رحم الارض حقول من غلال ونشامى ، " واني جميل النفس حر عفيفها ولكنها تزداد شهداً تجاربي " .
فجر كل يوم في برزا ينشد الشروني اهزوجة الحب لمزيونةالقرى :
" مليحة ومعين الغيم ارضعها هذا الجمال فما ملت وما فطما
واعشق الارض ناس طاب معدنهم فاستنبتوا الارض هذا العشق والكرما
الصيف بين يديها رجع اغنية وعاشق منذ فجر الدهر ما اغتلما " .
ويرد بلسان الحب من الطرف المقابل الجبل العاشق جبل بني حميدة مع اشراقة الضياء من القريات حيث العين أقرب ما تكون للعين :
" فتانة تختال في فستانها وتغار من بسماتها شفتاها
لم يدر ذاك الغيم لذة ثغرها حتى ترشف من رحيق لماها
كم غيمة سكبت سلافة عشقها فنمت ورود الحب فوق سراها
ان الجراح من المليحة منة ممنونة في الحب ما احلاها
ما قيمة الصب المحب وقلبه لا جرح فيه من التي يهواها "... .
برزا لها من اسمها حظ كبير أضفى عليها مسحة العنفوان والشموخ ، فاسمها من البروز والظهور فحق لها الدلال والجمال ، فلقد كنت احسبني كبرت على الهوى وما دريت أنني ما زلت حبيس هوى القرى :
" لا تكتمن لظى الغرام وجاهرِ فالشوق يعرف في عيون الساهرِ " .