حدسي لا يكذب تخطى السادسة، فتنبهت دقات قلبي، يقول توفيق الحكيم: "أستمع إلى قلبك، فالقلب أدق آلة في جسدنا، تسجل الصدق".
قد يعزف القلب لحنا فريدا، مختلفا لا يستطيع فهمه إلا الأنفس الاستثنائية، المتفردة، التي تفهم لحن العزم على الاستمرار في الطريق الطويل.
قد أبالغ في فرحي، وتفاؤلي، ثأراً من كل الأيام التي خذلتنا. أريد إن اعلم الأجيال القادمة أن لا حياة من غير قلوب صادقة وطيبة.
لا أخشى الآراء العابرة، لأني استطعت أن اواجهها بقول؛ رأيي يخصني وحدي، وقلبي مليء بما ليس يعني أحدا سواي.
أريد أن يُحكى بصوت واضح النبرات هنا عاشت روح حرة جريئة صادقة بالتعبير عن مكنونات قلبها، وعن آرائها، لم تغير مبادئها ولم تتذبذب في توجهاتها.
كانت واثقة الخطوات سلاحها الكلمة الطيبة والروح الإيجابية. لم تكن تخشى النظرات العابرة، استطاعت أن تعبر عن ما ترى بعين العارف ومن يملك الدليل.
في مجتمعنا نتقن الحديث عن الكراهية، لكن قلة من اعتنقوا لغة المحبة والإنسانية والأمل والإلهام والرؤيا الإيجابية الطيبة.
برع الكثيرون في هجاء الواقع دون حلول، والبعض الآخر أخذ على عاتقه تشخيص الحال والأحوال ووضع الحلول، ولكن للأسف في منصة جمهورها يعتنق منهج نسمع دون أن نرى ونقرا نصف النّص، وبعض الحل، لذلك تأخرنا على المستقبل ولم نفلح في التقدم خطوة واحدة إلى الأمام.
تقول الكاتبة غادة السمان الصدق يحتاج إلى طرفين واحد يتكلم وآخر يصغي، وأنا أقول في مدينتنا الجميع يتكلم ولا أحد يصغي، والواقع أصم، لهذا نعاني جميعا.
كقادة رأي ومفكرين لم نفقد الأمل وبقي في داخلنا إصرار عميق على أن نتمسك بإنقاذ ما يمكن إنقاذه، فنحن نمضي بيقين العارفين.
لكل من ساهم في بث الفساد والسلبية، نقول؛ سوف تزوركم أفعالكم، فلا تُفجَعوا من قسوتها، هي الديون التي ستقضى يوما ما. سنبقى نكتب رسائل من نور لنشر الحقائق وبثها وإخراجها من "مغارة الظلمات والجهل وسوء الإدارة والكذب والإلهاء المتوالي".
أكيده بأننا لن نستطيع أن نتغلب على الظروف والتحديات دون أن نصلح الخراب الذي أصاب الوجدان الذي بات يعاني أزمة ثقة، علينا ترميم ما أصاب الفكر والثقافة وأسس التعامل والمعاملة في المجتمع.
نطمح أن نرسم لوحة خالدة عنوانها، في مدينتنا ننشد الصدق، نتوضأ بنهر عميق ممتد، ونصنع ما نريد بدون خوف.