شمال شرقي الكرك وعلى بعد حوالي 25 كيلومترا من مركز المدينة، تقع قرية حمود التي يشكل نمط عمارة مساكنها القديمة وسوقها التجاري ومطحنتها ومدرستها كنزا سياحيا تاريخيا وتراثيا واعدا على الخريطة السياحية المحلية والعالمية، بحسب الباحث حيدر الهلسة.
واعتبر الهلسة خلال برنامج ثقافي بعنوان "وهج المكان" من إعداد مديرية ثقافة الكرك بلدة حمود مشروعا سياحيا نظرا للخصائص الجمالية التراثية للمكان والنشاط البشري منذ اكثر من مئة عام، إضافة الى تنوع وسائل الانتاج والعمل. وقال، ان ما يميز قرية حمود مدرستها وسوقها التجاري ومطحنتها ومبانيها التراثية القديمة، لافتا الى تأسيس اول مدرسة في شمال محافظة في هذه البلدة عام 1922 والتي تعد ثاني مدرسة على مستوى المحافظة بتبرعات من الاهالي اسهمت بتعليم ابناء المنطقة ومن القرى المجاورة. واضاف، ما يميز بلدة حمود ايضا انها كانت تحتضن سوقا تجارية يقصدها التجار من مختلف مناطق المحافظة إما لبيع منتجاتهم من الخضار والحبوب او لشراء بعض السلع التي كان يجلبها ابناء البلدة من الشام وفلسطين، مشيرا الى أن الاتجار كان يعتمد على نظام المبادلة لندرة النقود. واشار الى ان القرية عرفت اول مطحنة حبوب بالمنطقة عام 1939 مستعرضا طبيعة عملها والاشخاص العاملين عليها. ولفت الى انه من اجل استقطاب الشباب الذين هجروا القرية تم تأسيس جمعية تعنى بالتراث وجمعه وترميمه ضمن مشروع سياحي يسهم في خلق فرص عمل والتعريف بالمنتج الثقافي الحضاري المادي والمعنوي وترميم المباني القديمة وجمع المقتنيات التراثية وإبرازها لجذب السياحة للبلدة من الداخل والخارج. من جانبها قالت مديرة ثقافة الكرك عروب الشمايلة، ان برنامج "وهج المكان" يهدف للتعريف بالأماكن التاريخية والتراثية والدينية في المحافظة لربط الانسان بالمكان، والتعريف بالمنجز الحضاري، وتنشيط ثقافة السياحة الداخلية باعتبارها شاهدة على ذاكرة الانسان الاردني وهو يحتفل بدخول المئوية الثانية. --(بترا)