انتهت بحمد الله ورعايته جولات ماراثون انتخابات مجالس المحافظات والمجالس البلدية ومجلس أمانة عمان، وأعلنت الهيئة المستقلة للانتخابات النتائج النهائية الرسمية في جميع محافظات المملكة ، وبذلك فقد قامت الهيئة بدورها الدّستوري بكفاءة كاملة ونزاهة وموضوعية، وتعاملت بشكل مستقل ومحايد في إدارتها وإشرافها على جميع مراحل العملية الانتخابية، وما سبقها من إجراءات تحضيرية وإجرائية وتوعوية
لقد عملت الهيئة المستقلة للانتخابات برؤية واقعية وشاملة وجهود وطنية مخلصة تضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، وفي ذلك لا بد من تثمين وتقدير الجهود الطيبة المباركة للهيئة بإدارة ملف الانتخابات بعزيمة وهمة وجاهزية عالية وهذا بدا واضحاً من حجم الإنجاز لهذا الاستحقاق ، فقد حرصت الهيئة على تحقيق أعلى درجات التنسيق والتعاون التام مع مؤسسات الدولة المختلفة والبناء على النجاحات السابقة ، حيث عملت الهيئة على اتخاذ الإجراءات القبلية اللازمة لرفع مستوى التوعية والتثقيف لدى المواطنين ، وتحفيز المشاركة في عملية الاقتراع ، عبر مختلف وسائل الإعلام ، ومنصات التواصل الاجتماعي ، إضافة لبناء قدرات العاملين يوم الانتخاب ، وتجهيز الربط الإلكتروني وأمن المعلومات وتسهيل عملية التصويت على المواطنين في مراكز الاقتراع ، والذي ضمن نجاح العملية الانتخابية، ما شكل حلقة جديدة في مسيرة الإصلاح الشامل.
انني وانا اتحدث عن الجهود الكبيرة التي بذلتها الهيئة المستقلة للانتخابات ، حيث كان لي شرف المشاركة في هذا العرس الوطني الديمقراطي ، فكان لا بد من شهادة حق فخارا بالجهود المميزة للهيئة خاصة أعمال التحسينات المستمرة التي تدخلها الهيئة لكافة الاجراءات والوسائل الفنية المتعددة والتي من شانها تحقيق اضافة نوعية في مجريات العملية الانتخابية ، لتؤكد على الدوام أن جاهزية الهيئة عالية جدا وان تراكمية الخبرات والتجارب السابقة تبدو واضحة جدا ، وللحقيقة فقد دهشت بحجم ما رأيت من عمل احترافي منظم ، والذي كان على مستوى عال من الاستقلالية والقدرة على إدارة انتخابات لتحظى بثقة المواطن ، وقدرتها على القيام بعمليات التحول الديمقراطي والإصلاح السياسي، بصورة تستند إلى الخبرات العملية وتقييم التجارب والاستفادة من الدروس وتطوير التجربة وبناء القدرات.
مع انتهاء الانتخابات ، اعتقد اننا اليوم نستطيع التباهي بهذا المنجز الأهم في مسيرة الإصلاح السياسي وتعزيز العمل الديمقراطي وفق مبدأ الشفافية ، فالهيئة المستقلة للانتخابات تمارس عملاً مؤسسياً مميزاً ، والتي يتحدث عنها الجميع باعتزاز ، ولعلها تغلق أي حديث عن أي تجاوزات كانت قد حصلت سابقا في العملية الانتخابية ، فهذا المنجز اليوم اتسم برفعة هذا الوطن الشامخ بأهله المخلصين ، والذي حطي بدعم مطلق من جلالة الملك الداعم لمسيرة الإصلاح الشاملة وهذا ما يؤكده دوما رئيس الهيئة الدكتور خالد الكلالدة الذي قدم نموذجاً ريادياً في قيادة هذا العمل الوطني ، والذي لم يترك وسيلة أو سبيلاً للتعامل كل المعطيات بأعلى درجات الاقتدار والمسؤولية ، وهو الذي حرص على الحضور بين الناس وفي مؤسسات المجتمع المدني في جهد تواصلي جيد لشرح خطى الهيئة وجهدها الكبير ، كما ولا ننسى جهود كافة كوادر الهيئة ممن نعرفهم ويعملون بصمت لإثراء الاتصال والمعرفة والثقة بين الجمهور .
وفي النهاية لا بد من ان نثنى على جهود وزارة الداخلية والحكام الإداريين، ونشامى الأمن العام الذين ساهموا في حماية العملية الانتخابية وتمكين المواطنين من أداء حقهم الدستوري وواجبهم الوطني، وتأمين جميع مراحل هذه العملية وما تبعها من إجراءات .
كما ولا بد من الإشادة بدور وزارة الإدارة المحلية وجميع الكوادر العاملة التي ساهمت في العملية الانتخابية، وبجهود التنسيق والتعاون بين جميع مؤسسات الدولة وأجهزتها المختلفة ، إضافة الى تقدير الدور الكبير لوسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية، والإعلاميين على دورهم الكبير في تغطية مجريات الانتخابات، ومواكبة جميع مراحلها، ونقلها بكلِّ حياد وموضوعيَّة إلى الجمهور