المظليون هم جنودُ الجوِّ ، هم البُعد العامودي في المعاركِ الأرضيَّةِ ، عادةً ما يعملونَ خلف خطوطِ العدوِّ ، لإقامة رأس جسر جوِّي ، أو احتلال مطارات هامة في العمق ، أو الإستيلاء على أراضٍ ذاتَ أهمية استراتيجية ،الإستيلاء على أهداف حيويةٍ يصعب الوصول إليها من القوات الأرضية ، هي قواتٌ مناسبةٌ لتجاوز الموانع الطبيعية والإصطناعية ، كالأنهار والجبال والمواقع المحصنة وحقول الألغام والمنشآت المدنية .
المِظَليُّ يتصفُ بالشَّجاعةِ ، واللياقةُ البدنيَّةُ العالية ، مهارة استخدام الأسلحة والمعدات ، سرعةُ الانقضاض على الفريسة ، قوَّةُ الضرب ، فاعلية العمل ، دقَّةُ الإنجازِ ، المِظَليُّ أمضى شبابه وربيع عمره ، يتكئ على الغيوم ، يمتطي صهوة الرياح ، يعانق الشمس قبل شروقها ، يعشق الخطر ، يهزأ بالموت ، يسبح في عنانِ السماء ، يتسلل بين النجوم ، أو تحت ضوء القمر ، ذئب الليل ، رفيق الليالي الماطرة ، يقهر الطبيعة ، يتعايش مع أقسى الظروف .
المِظَلةُ رفيقُ العمرِ ، وسيلةُ النجاةِ ، كالخيلِ معقودٌ في نواصيها الخيرُ ، سفينةُ السماء " بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا " ، بين خيوطها تنسِجُ بساطَ الريحِ ، تحت حبالها تحملُ فرسان الجوِّ ، تتقاذفها الرياحُ آناءَ الليلِ وأطراف النهارِ ، هي صديقٌ تتباهى به لسنوات ، قد تكونُ أسوأَ أعدائك ذات يومٍ ، المِظَلةُ نعمةٌ ، وعند غدرها تصبحُ نقمةً ، المصيبةُ أنَّ المِظَلة لا تطعنك في ظهرك بل تطعنك إذا غضبت بوجهكَ ، في لحظاتٍ تُعطيك ظهرها وأنتَ بأمسِّ الحاجة لها .
جلالة سيدنا قائد المظليين المخضرم ، يُدركُ جيِّداً استخدام المِظَلة ، له تجارب طويلة في ميادين المظليين ، صاحبُ خبرةٍ وممارسةٍ ثمينةٍ ، يمتلك الجسارة ومرونة المناورة في الجوِّ ، المشكلة أنَّ المظلة ليس لها دائرة مغلقة من الأصدقاء ، هي تعتبر أصدقائها ورفقائها مجرَّدُ عددٍ ، تقضي معهم بعضَ الوقتِ خلال القفزِ ، المظلةُ ليس لها صديق ، لا تُراعي الرُّتَبُ ولا الأقدميات ، لا شكَّ أنَّها سبَّبَت الأذى ، لكنَّ أذاها في الشحمِ وليسَ في العظمِ ، نحمدُ الله تعالى على شفاء جلالة سيدنا مِن أذاها ، وبارك اللهُ في "سليمان باشا المناصير" الذي قالَ في يومٍ من الأيام : (هذه مِظَلَّتُكَ ستبقى رمزاً لنا ، نموت جميعاً ولا يُصاب اظفركَ بسوءٍ ) ، فالتاريخُ لا يذهب بالتقادُمِ .