تتبعثر حروفي عند رثائه في ذكرى وفاته، لأن الفرسان أمثاله خالدون في ذاكرة الوطن، وفي وجدان كل أردني ما زال يعتبر فلسطين قضية ذات بُعد وطني وقومي وإنساني، وان كان لكل زمان دولة ورجال، ولكل مقام مقال، فحابس فارس كل زمان ومقام، قائد نسج على جبهة الوطن اهزوجة النصر والفداء، والإخلاص والوفاء، ومدافعا شرسا عن فلسطين والقدس الشريف، لم يتحدث لتواضعه عن بطولات صنعها وعن تاريخ سطره بالبارود والرصاص موقناً ان التاريخ والاجيال الصادقة ستكتب عنه، حابس ليس قصة من الخيال او مجرد شخص حمل السلاح ذات يوم، بل كان فارس أردني صلب، وضمير الوطن الذي لم يغيب، كان بطل عظيم ومفصل مهم من مفاصل الدولة الأردنية، وعلامة مميزة في تاريخ الأردن الحديث، لم يؤدي التحية يوماً لكلوب او لأي من ضباطه، بقي قابضاً على جمر الوجع ولم يمد يده لمصافحة العدو إلا بالسيف والبارود والنار الى ان توفاه الله، وعندما حزم البعض امتعتهم لمغادرة الوطن في وقت الشدة لم يخذل حابس مروءته الأردنية ولا شهامته العربية ونذر نفسه وروحه للوطن معتلياً صهوة جواده ليحرس اﻻردن ليبقى شامخاً عصيا على المؤامرات، هذه هي العسكرية الأردنية وهؤلاء هم فرسانها، وحابس حجر الأساس فيها، رحل حابس وخرج من الحياة وكفه بيضاء لم يترك لذريته الا ما تركه لنا جميعا كاردنيين، زنده في باب الواد ووسمه الكتيبة الرابعة بالجهاد، ورصاص كلما تذكره اليهود يعرفون ان بيننا وبينهم اكثر من باب واد آت .. سلام عليك يا أبا سطام اليوم وكل يوم ،فقد ولدت حرا أبيا، وعشت عزيزا كريما، ومت فارسا وفيا .