على الرغم من تزامن صيام المسيحيين الكبير هذا العام مع صيام المسلمين، إلا أن الثمانيني جميل ميخائيل عطالله (أبو مروان) من مدينة الناصرة إحدى أكثر المدن الفلسطينية قداسة في الديانة المسيحية، آثر صيام شهر رمضان الكريم، فمنذ 60 عاماً مضت، وأبو مروان يواظب على الصيام في رمضان، ولهذا الصيام حكاية نذر ولدت مع ولادة ابنه البكر.
ويسرد أبو مروان لـ«البيان» فقبل ستة عقود وفي أول أيام عيد الفطر في حينه شعرت زوجتي بآلام الولادة، وبعد أن تعسرت ولادتها لساعات طويلة، رزقت بنجلي البكر مروان، واضطر الأطباء لوضعه في الحاضنة لمراقبة وضعه الصحي، وعندما شاهدته للمرة الأولى، رفعت يدي للسماء متضرعاً ونذرت نذراً مخاطباً المولى عز وجل بأن يحفظ ابني ويدفع عنه الأذى والمرض، وسأصوم شهر رمضان العام المقبل، وفعلاً جاء رمضان في العام التالي وصمته كاملاً، وما زلت أواظب على صيامه حتى اليوم.
أبو مروان الحريص على الوفاء بالنذر لم يعد وحيداً على طاولة الإفطار الرمضانية، فمنذ 24 عاماً ونجله مروان يواظب على صيام شهر رمضان، وقبل عشر سنوات انضمت إليه حفيدته وصارت تشاركه عادته المميزة كل عام، وشاركتهم الصيام هذا العام ابنة شقيقته، ويصر أبو مروان على صيام شهر رمضان كاملاً هذا العام رغم صعوبة وضعه الصحي، معتبراً أن الصيام بحد ذاته علاج روحاني لكثير من الأمراض.
ويؤكد أبو مروان بقدر وافر من الإيمان وبعزيمة كبيرة أن صوم رمضان لم يكن شاقاً ومن يعتد عليه يجده هيناً، والصيام في رمضان وغير رمضان يطهر الجسد ويمحو الذنوب ويقرب من خالق الكون، ويزيد أواصر الاحترام والمحبة والتسامح بين أبناء الشعب الواحد وبين أفراد المجتمع.
عائلة أبو مروان تستثمر صيام أفرادها للاحتفال العائلي، وتنظم العائلة في كل عام إفطاراً رمضانياً يجمع أصدقاء مسيحيين ومسلمين على مائدة واحدة، كما ويحرص الجيران والأصدقاء المسلمون على دعوة أبو مروان وعائلته للإفطار في أجواء رمضانية تسودها الفرحة والمحبة والأخوة والتسامح.