على الرغم من أن الشخص النائم يظهر مرتاحاً ومسالماً وغير مدرك لما يحدث حوله، إلا أن هناك أموراً عديدة تحدث لنا أثناء النوم، حيث يبدأ الجسم دورة معقدة من التجديد، وقد يؤدي عدم حصولنا على نوم عميق إلى عواقب صحية خطيرة، وفيما يلي بعض الحقائق المدهشة عن النوم الذي لا يمكن لأي منا العيش بدونه.
لماذا نحن بحاجة للنوم؟ يقضي الإنسان ما يقرب من ثلث حياته في النوم، ومع ذلك لا يعد هذا مضعية للوقت، فالحصول على قسط كافٍ من النوم الجيد في الأوقات المناسبة يساعد في حماية صحتك العقلية والجسدية، وتحسين نوعية الحياة، ويساعد في استعادة أنسجة الجسم وتنظيم الهرمونات، ويساعد في عملية النمو والتطور.
ويمكن أن يؤدي نقص النوم المستمر إلى زيادة خطر الإصابة ببعض المشكلات الصحية المزمنة، ويمكن أن يؤثر أيضًا على مدى تفكيرك وتفاعلك، وعلى مزاجك وتوافقك مع الآخرين.
فالنوم يساعد عقلك على العمل بشكل صحيح والاستعداد لليوم التالي، وذلك من خلال تشكيل مسارات جديدة لمساعدتك على تعلم وتذكر المعلومات. ويساعد النوم على تحسين مهارات التعلم وحل المشكلات، وتحسين الانتباه والقدرة على اتخاذ القرارات والإبداع.
إيقاع الساعة البيولوجية إنه صباح الجمعة - يومك الوحيد لتنام فيه! لكنك تستيقظ في الوقت الذي يرن فيه المنبه عادةً وتواجه صعوبة في العودة إلى النوم. يحدث ذلك لأن جسمك يتصرف وفقًا لساعته البيولوجية>
تنظم منطقة في دماغك تسمى منطقة ما تحت المهاد أنماط نومك ويقظتك، وتطابقها مع دورة 24 ساعة في النهار والليل. عادة ما ينام الشخص لمدة 8 ساعات خلال تلك الفترة ويكون مستيقظًا لمدة 16 ساعة. كن حذرًا - فالسهر بشكل غير معتاد أو الغفوة لفترة طويلة يمكن أن يؤدي إلى إزعاج إيقاعك ويتطلب فترة من الوقت لإعادة التكيف.
مراحل النوم تحدث عملية النوم في خمس مراحل متميزة تتكرر كل 90 دقيقة تقريبًا. وهي:
عندما تستلقي للراحة لأول مرة، يتباطأ معدل تنفسك مع انتقالك من الوعي إلى نوم خفيف يُعرف بالمرحلة الأولى. بعد دقيقتين أو نحو ذلك ، يمكنك الاسترخاء أكثر، والدخول في المرحلة الثانية من النوم. تنخفض درجة حرارة جسمك ويصبح تنفسك منتظمًا خلال تلك المرحلة التي تبلغ مدتها 20 دقيقة. في المرحلتين الثالثة والرابعة - حيث يمكن أن يحدث المشي أثناء النوم والكلام - هي مراحل النوم العميق، وتتميز بموجات دماغية كبيرة وبطيئة، وتدوم المرحلتين معا حوالي 30 دقيقة. قبل الدخول إلى المرحلة الخامسة - وهي مرحلة مثيرة للاهتمام تعرف باسم نوم حركة العين السريعة - تمر مرة أخرى خلال المرحلتين 3 و 2.
مرحلة حركة العين السريعة من النوم (REM) هي المرحلة التي تحدث فيها الأحلام. تتميز بحدوث تسارع ضربات القلب والتنفس السريع وغير المنتظم ، والفترات التي تتحرك فيها العين ذهابًا وإيابًا. يقضي الإنسان ما يقرب من 25% من الليل في مرحلة حركة العين السريعة، ويتذكر الناس الحلم إذا استيقظوا خلال فترة حركة العين السريعة أكثر بـ 80% من الاستيقاظ بأوقات أخرى. ويقضي الشخص العادي ما يقرب من 600 ساعة في الحلم كل عام أثناء مرحلة حركة العين السريعة من النوم.
مازالت الوظيفة الدقيقة لمرحلة حركة العين السريعة محل نقاش حاد، إلا أن الجسم يمكن أن يعود لتلك المرحلة بشكل طبيعي في حالة الانقطاع عن النوم خلالها، فلأجسامنا القدرة على العودة لتلك المرحلة عن طريق المرور بسرعة أكبر خلال مراحل النوم الأخرى (المراحل 1 و 2 و 3 و 4). وهذه ظاهرة تُعرف باسم ارتداد حركة العين السريعة.
وظيفة الأحلام تشير ظاهرة ارتداد حركة العين السريعة إلى أن الأحلام تخدم غرضًا يتجاوز مجرد الترفيه. وهناك عدد من النظريات التي تسعى لشرح وظيفة الأحلام، إذ يعتقد عالم النفس سيغموند فرويد - الذي تدور نظرياته حول مفهوم "العقل اللاواعي" - أن الأحلام هي وسيلة للإنسان للتخلص من الأفكار والرغبات المكبوتة دون ضرر. تشير نظرية أحدث إلى أن الأحلام تسمح لنا بتوحيد وترتيب ذاكرتنا، وتقترح نظرية أخرى أن الأحلام تخدم الغرض الفسيولوجي المتمثل في حفظ المسارات العصبية والحفاظ عليها. وعلى الرغم من هذه الأفكار، يؤكد خبراء آخرون أن الأحلام ليست سوى اندفاعات عشوائية لا معنى لها من نشاط الدماغ.
محتوى الحُلم هل سبق أن اقترب منك صديق بحماس وأعلن ، "لن تصدق أبدًا ما حلمت به الليلة الماضية!"، ويتابع حديثه بقصة خيالية تركتك تضحك أو تشعر بالحيرة. ربما تكون قد مررت بحلم كهذا بنفسك. بينما تحدث الأحلام الخيالية - بالإضافة إلى الكابوس العرضي - فإن غالبية الأحلام هي في الواقع عادية تمامًا. نميل إلى إحياء الأحداث اليومية المعتادة في أحلامنا، وفي بعض الأحيان يتم دمج عوامل بيئتنا في قصة أحلامنا، مثل رائحة معينة، أو طنين المنبه.
الأرق (Insomnia) الأرق هو أكثر اضطرابات النوم شيوعًا، حيث يعاني منه ما يقرب من 10 إلى 15 بالمائة من البالغين. يعاني المصابون بالأرق من صعوبات في النوم أو الاستمرار في النوم، وقد يلجأ البعض إلى الحبوب المنومة، ولكن هناك العديد من البدائل الطبيعية للمساعدة في حل مشكلة الأرق، ويوصي الخبراء من يعاني من الأرق بممارسة التمارين الرياضية بانتظام ، والالتزام بأوقات ثابتة للنوم، واتباع روتين مريح عند وقت النوم.
هزات النوم (Hypnic Jerks) يحدث شيء غريب أحيانًا بين مرحلتي النوم 1 و 2. ربما تكون قد مررت بهذه الظاهرة: تمامًا كما تبدأ في الانجراف ، يرتعش جسدك بشكل لا إرادي، غالبًا ما تكون استجابةً لإحساس مفاجئ بالسقوط. تُعرف هذه الهزات باسم "هزات النوم". ويرى الخبراء أن حدوثها طبيعي تمامًا بالرغم من أن سببها غير واضح. يعتقد البعض أنه مع استرخاء العضلات ، يسجل الدماغ خطأً أن الجسم يسقط ويهتز لـ "يمسك" بنفسه.