تحتفل دول العالم أجمع والأردن واحد منها في الأول من أيار من كل عام بعيد العمال العالمي أو ما يسمى عيد العمل أو التضامن مع الطبقة العاملة , وتم اختيار هذا التاريخ من قبل العديد من المنظمات العمالية والاشتراكية والشيوعية من مختلف دول العالم , و تم التوافق بإعلان هذا اليوم عطلة رسمية بعدد كبير من دول العالم , باستثناء عدد من الدول اكتفت بمنح إجازه رسمية للعمال في هذا اليوم تقديرا لجهودهم , و كانت بداية الاحتفال بهذه المناسبة في أستراليا في عام 1856 ليعم اليوم كافة دول العالم بدون استثناء .
جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين يؤكد باستمرار على الدور الكبير للعمال في الأردن في البناء والتنمية والازدهار من خلال العديد من الأوراق النقاشية والرسائل الملكية واللقاءات والتصريحات الإعلامية المختلفة ما بين الحين والآخر , والتي أشار فيها إلى أهمية الاحتفال بعيد العمال العالمي لأنه يجسد كل معاني الاحترام والتقدير لكافة العمال الأردنيين , وهم صناع الإنجاز في مختلف الميادين وإن مساهمتهم الجادة والدؤوبة في رفعة الأردن جعلته في مقدمة الدول التي يشار لها بالبنان في البناء والتنمية والازدهار .
إن عيد العمال العالمي يحتم علينا جميعا أفرادا ومؤسسات أن نعبر فيه عن حبنا وتقديرنا للعمال الأردنيين في مختلف المهن والقطاعات , ونثمن فيه جهودهم و إنجازاتهم , ونرفع أصواتنا عاليا نؤكد على حقهم بالعيش بكرامة و بتحسين أوضاعهم المالية بزيادة رواتبهم وعلاواتهم في العمل , لأن العامل الأردني ما زال يعاني الكثير من التحديات والصعوبات الاقتصادية والوظيفية , حيث إن الراتب الشهري للكثير منهم لا يكفي لسداد التزاماته الرئيسية من متطلبات الحياة القاسية في ظل الارتفاعات المحلية والعالمية للأسعار في مختلف السلع والمواد الغذائية .
في عيد العمال نسلط الضوء على التحديات التي تواجه عمال الأردن في مختلف القطاعات وأهمها تدني معدلات الأجور" الرواتب " التي حددتها الحكومة والتي أصبحت لا تكفي متطلبات الحياة الرئيسية في ظل الارتفاعات الجنونية للأسعار , و هناك العديد من المؤسسات التي تجبر العمال على قبول أجور متدنية للعمل لديها مقابل التوقيع على وثيقة تثبت حصولهم على الحد الأدنى للأجور , وكذلك من أهم التحديات عدم توفر فرص عمل مستدامة وعدم تنظيم العمالة الوافدة ساهم بشكل كبير في زيادة معدلات الفقر والبطالة وخاصة عند الشباب , و بالإضافة إلى أن هناك العديد من الانتهاكات والتجاوزات في الحقوق العمالية فيما يتعلق بعدد ساعات العمل والسلامة المهنية والصحية و حرية التعبير, والفصل التعسفي , و الأمان الوظيفي والعمل بظروف صعبة وغير لائقة .
إن الاحتفال بهذه المناسبة العالمية يؤكد أهمية دور العمال في البناء والتنمية والازدهار , فالعمال هم اللبنة الأساسية في بناء المجتمعات , وبأيديهم و بعرق جبينهم صنعوا المنجزات الكثيرة وأهمها العمرانية والبنية التحتية بكل أمانة ومسؤولية , يواصلون الليل بالنهار بدون كلل أو ملل في سبيل رفعة الأردن ومنعته وعزته , ونقول لتلك السواعد والهامات المعطاءة في خدمة الوطن والمواطن , لكم ترفع القبعات وتنحني الهامات احتراما وتقديرا وعرفانا لجهودكم الكبيرة والمتميزة في البناء والتنمية والازدهار ونسأل الله أن يحفظكم وأن يمتعكم بموفور الصحة والعافية ويعطيكم الخير الوفير الذي تستحقونه وكل عام و الوطن وقائد الوطن وجميع عمال الوطن بألف ألف خير .