لا شك أن العيد فرحة للصائم وشعائر أوصانا ديننا الحنيف بها ومن واجب المسلم الالتزام والقيام بها
ومع تلك المعطيات فإن هناك ظروف وأسباب ونكهات وبهجة خاصة للعيد تختلف من شخص لآخر ومثلي ليس بخير بعد رحيل والدي المرحوم المحامي الحاج ( عمر ملكاوي أبو حسام )
ولا نقول إلا ما يرضي المولى إنا لله وإنا اليه راجعون
ونؤمن بالقدر وأن الموت حق ولا اعتراض على حكم المولى عز وجل
والله نسأل أن يلهمنا الصبر والسلوان
ويأجرنا في مصيبتنا
ونحن لا نبكي اعتراض أو حداد غير الحداد الشرعي لكننا نبكي من لوعة الفراق وعظمة الاشتياق وكبر الحنيين
والدي العزيز هي أيام لم تتجاوز ٢٥ يوما على رحيلك فيها من الألم والحزن واللوعة ما لم اعانية على مدار عمري البالغ ٤٥ عام
لست أنا فقط من شعر بذلك بل جميع ابناءك واصدقاءك اقربائك ومحبينك
أما الأحفاد فآه لو تعرف ما كتبوا وما عملوا وما شعروا
والدي العزيز مثلك من هو فعلا فقيد يستحق البكاء على أمثاله وسيبقى القلب مجروح من الغياب بجروح لن ولم تشفى
والدي رحمك الله واسكنك عشت عزيزا كريما مهاب الجانب لينا سهلا حكيما ومت عزيزا وتركت الذكرى الطيبة
والدي العزيز كنت تضيف للعيد نكهة وبهجة وكنت شعلة نشاط تزور الجميع محملا بالهدايا والبسمات والعبر والحكمة والحكايات
ولقد شرفني المولى أنني كنت من المرافقين لك في تلك الزيارات فكنت شاهد على ما كتبت ولست أكتب مجاملة أو لأنك أبي فقط لا بل أكتب لأن الواجب هو قول الحق وما سبق هو حق
والدي العزيز كل ما في الأيام من فرح وكل ما في العيد من معاني لا تمحي ولا تعادل في القلب لحظة من غيابك ولا تنسينا ذلك الغياب وستبقى حاضرا في القلوب وذكراك تفوح في كل مكان وزمان وكل زواية ومجلس وخالدا بالافعال ومثال يحتذى ورمز لنا ونعيش على صيتك الطيب وسيرتك العطرة
رحلت يا عميد البيت ويا أغلى الرجال ويا سند حبانا المولى فيه وكنت كالقلعة الشامخة تصمد في وجه الرياح العاتية لا بل كل السنين وما فيها كانت تزيدك صمودا وهيبة وإجلال واكبار
رحلت وأنت المرشد وأنت صاحب الابتسامة و تصحح لنا الخطأ بحكمة وذوق رفيع وأسلوب فريد وتعالج الإشكالات وتنسينا الهموم بفضل المولى عز وجل
كنا جميعا نثقل عليك ولم تشعر أحد يوما بذلك لا بل ما أثقلت على أحد وما رددت سائل وما يوم الا كنت بفضل المولى على قدر ذلك الحمل
وكنت الأب والأخ والصديق صاحب مواقف كلها لمعان وبريق كأنها نجوم في السماء يجدك الجميع فازعا بالعون وكان قلبك يسمع ويتسع لهموم الآخرين تعالج بحكمة وتروي دون منن أو أذى فلا كلمات منا تصف ولا قدرة لنا على رد الجميل
كنت قوي الشخصية دون الفاظا جارحة ودون قسوة أو مبالغة بل كانت القوة نابعة من حكمة ورفق ولين وأخلاق ولسان دافىء وفكر منير
كنت كانك نجوم مضئية بأخلاقك تلمع في السماء .
عيد يمر دون رؤياك تتحرك ودون صوتك العذب ولكن في القلب مكانك لن يملئه أحد غيرك والله نسأل أن يعطيك السعادة في الآخرة اضعافا مضاعفة على ما أسعدت به الكثير
رحلت ولم نستطيع ولن نستطيع رد ذرة من حجم ما تستحق من شكر وتقدير للجميل ولكن سيبقى حبك هو نبض قلوبنا وسيبقى اللسان والفواد يلهج بالدعاء والله نسأل أن يتقبل ويستجيب الدعاء.
والدار تبكي غائبها وتفاصيل المكان تائهة تبحث عن دفء صاحبها والأرض تستجدي خطوة فقيدها والاحاديث بترها الدمع والضحكات اختنقت قبل الخروج والورد في زواية الذكرى انحنى وذبل
رحمك الله والدي الغالي وغفر لك وأسكنك فسيح جناته ورحم الله كل أحبابنا وجعل الجميع في الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا... وجعلنا خير خلف لخير سلف
وتقبل الله الطاعات من الجميع
وبالختام
اللهم اجعل قبر والدي وجميع من رحلوا خير مسكن تغفو به عيونهم حتي تقوم الساعة ياعظيم. يارب كل من أنتقل إلى رحمتك أكرمه بجنة عرضها السماوات والأرض يخير بين أبوابها الثمانية. اللهم في هذا اليوم ارحم والدي وجميع موتى المسلمين. اللهم إجعل الراحلين إليك في ظل ظليل و أجعل عن يمينهم وعن شمائلهم نورا حتى تبعثهم آمنين مطمئنين انك سميع مجيب الدعاء