تزخر بلدة ذات راس التي تقع جنوبي محافظة الكرك بالآثار النبطية ومعالمها الحضارية البيزنطية والرومانية والإسلامية وبالمواقع الأثرية ومنها معبد قدس الأقداس أو ما يعرف بالذاكرة الشعبية بـ”قصر البنت "، ما جعلها وجهة سياحية عالمية لتنوع معالمها الأثرية وطبيعة مناظرها الخلابة.
وتطل بلدة ذات راس التي يصفها كثيرون بأنها حكاية مكان وزمان، على جبال الطفيلة وحمامات عفرا والبربيطة وسد التنور والعينا جنوبا، ومقامات الصحابة الأجلاء بالمزار شمالا وعلى الطريق الصحراوي شرقا وتحيط بها من الغرب جبال وطرق متعرجة لتشكل مع معالمها التاريخية والحضارية محطة سياحية تستقطب أفواج السياح من الداخل والمنطقة والعالم.
ويقول الباحث تيسير الهواري: تقع ذات راس على الطريق الملوكي الذي يربط مدن شمال المملكة بجنوبها حيث تظهر كأمامة وادعة في مكان منبسط تبهر الزائر لها بجمالية موقعها وآثارها النبطية ومعالمها الحضارية البيزنطية والرومانية والإسلامية.
وأشار الهواري إلى برنامج (وهج المكان، نبض الأمكنة) الوثائقي الذي تقوم عليه مديرية ثقافة الكرك؛ بهدف تسليط الضوء إلى الأمكنة التاريخية والدينية والسياحية في المحافظة، مبينا أن البرنامج يركز في البحث عن تاريخ المدينة الضارب في القدم، وإبراز وهج ملهم للعبر لازال يعمر تلك الأمكنة، حيث تناول البرنامج مؤخرا بلدة (ذات راس).
وأضاف الهواري، أن بلدة ذات راس تزخر بالمواقع الأثرية ومن أشهرها معبد مقدس عند الأنباط، وهو مكان مخصص للعبادة ويسمى قدس الأقداس ويطلق عليه بالذاكرة الشعبية "قصر البنت” وحول تسميتها، أشار إلى أنها تعود إلى آلهة رومانية وإن كلمة "راس” هي سامية وتعني قمة الجبل أو حافته.
ويضيف، أن لها معنى نسبة إلى آلهة الحراسة المؤابية القديم المسمى (عظيم الآلهة) الذي كان يعبد في تلك المنطقة، فكلمة "ذات الراس” تدل على آلهة الجبال إذ أن كلمة "ذات” أو "ذو” كانت تطلق كتعريف بآلهة ما إلى أن تم تحريف الاسم مؤخرا بذات راس. وأشار الهواري إلى أن البلدة غنية بالبرك المائية الرومانية القديمة وأسوارها ومآذنها بالإضافة إلى أنه تتبع لها بلدة شقيرا التي يوجد بها خربة قديمة وفسيفساء أرضية كنيسة بالإضافة إلى منطقة العينا ذات المعالم الطبيعية الخلابة لكثرة بساتينها وعيون الماء، داعيا إلى الاهتمام بها سياحيا وتوفير الخدمات العامة وإدراجها على خريطة السياحة العالمية.
من جانبها، قالت مديرة الثقافة عروبة الشمايلة، إن برنامج وهج المكان يهدف إلى التعريف بالمكان الأردني والحقب التاريخية التي تعاقبت عليه لتجذيره بالوجدان الوطني للإنسان الأردني وأجيال المستقبل، بالإضافة إلى تعريف الزائر الأجنبي بالقيمة الحضارية والتاريخية للمعالم الأثرية المنتشرة بأرجاء المحافظة كشواهد على إنجازات الإنسان الأردني عبر العصور وتسويقها عالميا من خلال تشجيع السياحة ووسائل الإعلام ومؤلفات الباحثين والمؤرخين؛ لتأكيد حقيقة أن على هذه الأرض ما يستحق الزيارة. (عودة الجعافرة/بترا) ..