أحد الدروس التي كان يجب أن نتعلمها ، حتى لو كانت من عدو ، هو الدرس الذي رسمه ونستون تشرشل قبل 60 عامًا: الشيء الوحيد الأسوأ من خوض الحرب مع الحلفاء هو الاضطرار إلى القتال بدونهم ، من هنا نحن بحاجة إلى التفكير في وسيلة لرسم طريق حول إعادة العلاقة بين الاشقاء العرب وكسب تعاطف الأصدقاء والمتحالفين معنا من قبل أن يتضح هذا الدرس.
يواجه الملك بشكل واضح وصريح مشكلة في كسب التأييد للموقف الذي يتبناه من أجل القدس ، لكن الخيارات المتاحة له فاقمت المشكلة وزاد الضغط بالتقارب الاسرائيلي القوي والمؤثر والغير متوقع ان تصل هذة العلاقة مع هذا الكيان المغتصب مع بعض الدول العربية الى درجة التحالف ، وهذا ساهم بشكل مباشر في الفشل في اتخاذ موقف عربي موحد وإشراك الدول الصديقة والاعبون الرئيسيون بما يكفي لدعم قضية القدس ، اذن ، خسرنا من هذا التقارب وقوف الاشقاء وتعاطف الاصدقاء .
في ظل ما يحدث للأقصى الآن ، بدأ البعض متعمداٰ وبشكل ملفت للنظر عبر وسائل التواصل وممن يحملون اجندة التشكيك عن دور الوصاية الاردنية على المقدسات في ظل ما يجري في القدس الشريف وان الاردن لم يقم بدورة في الدفاع عن المقدسات كوصي ،وهذا ساهم ايضاً في طريقة خبيثة ايجاد ارضية خصبة ومناسبة لتصريح رئيس الحكومة الاسرائيلية الاخير حول وصاية الاردن على المقدسات .
لا يخفى على احد أن الملك ما زال يناضل من أجل القدس وبكل قوة ولم يستسلم ولم يستكن لحظة وهو الاكثر حرصاً على حقوق الشعب الفلسطيني وحماية الاقصى رغم التخلي الواضح من معظم الدول العربية عن هذة القضية المصيرية والهرولة باتجاة التطبيع والتودد والتقارب العربي العجيب .
ليس هناك من ينكر أن وجود شركاء في هذه القضية أمر حيوي ليس فقط بسبب مساعدتهم المادية ، ولكن الأهم من ذلك بسبب الشرعية التي يمكنهم المساعدة في إضفاءها على الأقل في ترك الواقع الحالي للقدس والحفاظ على دعم قوي لهذا الصراع المكلف واللجوء الى دول أخرى للمساهمة في حل عادل وشامل واستغلال ما يحدث في أوكرانيا وما وصلت إليه علاقة روسيا بأمريكا ، والتحالف الواسع للدول الإسلامية والعربية من شانة ان يحد من غطرسة إسرائيل في التهديد المستمر للمسجد الأقصى ، ودعم رؤية حل الدولتين.
موقف جلالة الملك والاردن واضح وثابت منذ توليه عرش المملكة. القدس، خط أحمر ولا سلام دون إيجاد حل عادل وشامل ووجود دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة عاصمتها القدس. ، بالتأكيد جلالة الملك سيواصل القتال حتى لو استسلم البعض. والمطلوب الآن وفي هذه الظروف الاستثنائية الوقوف خلفه ومناصرته وتوحيد الصفوف ونبذ الخلاف والانقسام والشك وتوجيه وسائل الإعلام بكل الوسائل نحو الهدف الأسمى المتمثل في حماية القدس ، ولا وصاية على القدس لغير الهاشمي مهما كلف الامر. .