نيروز الإخبارية : الكاتب العقيد الركن م : حسين علي المحارمه.
نيروز الاخبارية : في الأول من آذار وقبل 62 عاما, أقدم مليك شاب لم يتجاوز عمره 21 عاما ولم يمضي على إستلامه للعرش اكثر من 3 سنوات ، أقدم على إتخاذ خطوة تاريخية كادت أن تكّلفه عرشه فقد قام بتعريب قيادة الجيش العربي بمعنى طرد القيادة الإنجليزية لهذا الجيش وتسليم راية القيادة الى ضباط أردنيين ليقودوا جيشهم ويتخذوا القرارات العروبية التي كانت ضرورية بذلك الوقت , فمنذ حرب عام 1948 لم يرق لسمو الأمير الشاب آنذاك ( ألحسين بن طلال ) تردد القائد الإنجليزي الجنرال جلوب بتزويد كل من قادة معارك القدس وباب الواد واللطرون حابس المجالي وعبدالله التل بالرجال والذخيرة مما أدّى إلى تدّخل جلالة الملك عبدالله 1 وإصدار أوامره مباشرة وبدون المرور على قيادة الجيش وهذا شكّل علامة إستفهام كبرى لدى الأمير الشاب ، وعندما آل الحكم إليه وفي إحدى زياراته لقيادة الجيش وإستماعه لإيجاز عسكري من الجنرال جلوب إستغرب عدم وجود إحتياطي إستراتيجي من الأسلحة و الذخائر وحتى المواد التموينية المختلفة مما يعني ان الجيش غير قادر على خوض اي حرب لأكثر من أيام معدودة ، فحزم أمره وإتخذ قراره وهو يعلم مدى إرتباط جلوب باشا بالقبائل الأردنية آنذاك ومدى العلاقة التي بناها معهم على مدى سنوات طوال ....كان القرار مفاجئا لأقرب الناس لجلالته ولو إستشارهم لأشاروا عليه بالتأني ولكنه فاجىء الجميع وألقى كلمة إذاعية طلب فيها من جنده الولاء والطاعة وهكذا كان وتم تخليص هذا الجيش العربي المصطفوي من قيادة أجنبية ، ساهمت ببنائه بالبدايات ولكنها خذلته لاحقا ، هذ القرار من شاب ببواكير عمره يدل دلالة واضحة على تجسيد مبدأ فرسان التغيير لدى الهاشميين دوما ، فها هو فارس شاب يغّير ببنية جيش ويسهم بتكريس عروبية قيادته وإنضمامه الى بقية الجيوش العربية للقتال في كل الأرض العربية ، فقد أسهم في القتال في الجولان وفي سلطنة عمان وفي الكويت والآن ها هو يرسي اسس السلام والمحبة في كل بقاع الأرض المضطهدة من قبل أبنائها .
نترّحم على بطل التعريب اولا وقائد الكرامة ثانيا ورجل المواقف المشرفة دائما ولنا في سلفه جلالة الملك عبدالله 2 والذي أعاد إطلاق مبادرة فرسان التغيير وهو بطلها الدائم وهو من حمل رسالة الراحل الخالد ورفعها عاليا ولا زالت وستبقى مرفوعة بعون الله ثم بتصميم فرسان التغيير .