حينما تذكر كلية ساند هيرست العسكرية تقفز الى اذهاننا وتتسابق فورا معاني القوة والتحدي والصبر والمثابرة وقبل هذا كله تتمثل امامنا العراقة والاصالة نتحدث اليوم عن عسكرية وصلت إلى أكبر هرم تعليمي عسكري أنها النشمية الأردنية بنت الجيش والقبيلة منال حمد مطلق الحماد والتي كانت مثالا للعمل العسكري والوطني بامتياز.
نشأت في أسرة جميعها في الجيش وفتحت عينيها على حب الجيش والوطن ، أنهت دراستها من الثقافة العسكرية وشاركت في تلك الفترة بجائزة سمو الأمير حسن وسابلة الحسن فتعودت على الميدان والتدريب وكان لديها شغف وطموح وحب التميز وكانت لا ترى نفسها إلا في الصفوف الأولى تخرجت ودرست شيئا مختلفا تماما عن ما تطمح له بسبب ما يسمى بمتطلبات سوق العمل حيث كان ال "IT" هو الأكثر طلبا من بين التخصصات ، وعملت على تدريب بنات الجيش الإماراتي في ابو ظبي .
بدأ المشوار حينما طرحت الأميرة عائشة بنت الحسين على والدها الملك الحسين بن طلال رحمه الله فكرة وجود النواة الأولى من الفتيات في الشرطة العسكرية التي تقوم بدورها بالضبط والربط العسكري على المجندين من الذكور والإناث حيث كان المجندين من الذكور هم من يقوموا بالضبط والربط على المجندات الأمر الذي كان يولد بعض الحساسية في التعامل وعدم المراعاة .
في عام ١٩٩٦ تم اختيار أول ١٨ فتاة كنواة في الشرطة العسكرية بعد أن خضعن للفحوصات الطبية واللياقة البدنية وغيرها وأبدت اللجنة اعجابها بمنال منذ اليوم الأول خاصة بما يتعلق بموضوع الثقافة العسكرية وكانت الأولى في فحص اللياقة البدنية وفي تلك الفترة أصبح التركيز عليها أكثر.
تجندت وأخذت أول دورة وكانت ٣ أشهر تأسيسة ومن ثم ٣ أشهر تخصصية للشرطة العسكرية وخلال أول ٦ أسابيع من هذه الدورة كان ممنوع عليها وغيرها العودة إلى المنزل الأمر الذي يلعب دور في نقل المجندين من الحياة المدنية إلى العسكرية وكان لذلك تأثير وضغط نفسي عليها، لكن وكما تقول الحماد أن "بفضل الله استطعت أن اكون الأولى في كل التخصصات" وبعد تخرجي من تلك الدورة انتقلت إلى العمل الميداني.
وفي تلك الفترة لم تجد الحماد نفسها بعد أنها وضعت "الشريطتان" وطلبت المزيد من الدورات وكان لديها حلم داخلي وهو الحرس الخاص والبوريه الخضراء الأمر الذي كان حينها مقتصر على الرجال فقط.
دورة الأمن والحماية الخطوة الأولى للحرس الخاص كانت أول دورة تعقد لإناث في الجيش عام ١٩٩٨ ، "بتميزت في الدورة وكنت الأولى" حيث قالت في ذلك الوقت شعرت أنها تركت بصمة عند سمو الأمير عائشة التي من الناس الذين استطاعوا قراءتها وأوفت لها تعبها ولا يمكنها نسيان فضلها قائله:"صنعتني سموها صناعة"
منال الحماد سطرت مسيرتها بالتعب والجهد والمثابرة استطاعت ان تجتازها وبنجاح وصل حد التفوق على ذاتها وإصاباتها العديدة التي تتلاشى وتنسى في غمرة انجازات كان اهمها ان تكون خريجة كلية ساندهيرست وأن تسير على نهج من سبقها وكان لها الشرف بأن تجلس على مقاعد جلس عليها ملوك وتتدرب في ساحات وميادين تدرب فيها امراء وكل من حالفه الحظ ولم تخذلها قوتها وكفاءتها البدنية والنفسية والمعنوية لتكون احد خريجي هذه الكلية العريقة فأنتي خير سفير للمملكة الاردنية الهاشمية وستبقين في ذاكرة الاردنيين قصة نجاح ترفع لها القبعات وتنحني لها الهامات .