اطلعت على منشور لمعلمة تناشد فيه الأهالي عدم المبالغة بتزويد أطفالهم بما لذ وطاب في حافظة الطعام"لانش بوكس" لأن اقرانهم لا يستطيعون جميعهم مجاراة مستواهم الغذائي بل قد لا يعرفون بعضه أو لا يستطيعون أهاليهم شراء هذه الأصناف.
وأنا تلميذة لم تكن السندويش في بيئتي منتشرة كثيرا، كان عدد لا يذكر من التلميذات يأكلن ساندويتش في الفرصة، كنت أجهل ما بداخلها، اكتفي بمصروف الشلن، لكن مرة قررت اخذ سندويشة، ملئت رغيف خبز زيتونا َدسسته في حقيبتي، عندما فتحت الحقيبة كي اقلدهن وجدت الخبز ذائبا أشبه بالعجين وحبات الزيتون كل حبة في قرنة.. بعدها تركت القصة وعدت لشلني.
أول عمل عملته كان التدريس في مدرسة قرية نائية.
نحن نعيش حالة بغيضة، لا نراعي مشاعر أغلبية مجتمعنا، في كثير من الأشياء سواء أكان ذلك من باب الصدفة أو القصد والأستعراض أوالتقصد المباشر، وذلك ما يخلق التجافي والبغض والحقد وقد يدفع المرء بالتفكير لفعل اي شيء مستقبلا حتى يعوض ما نقصه في فترة ما.
زمان كان يُطلب من الطفل إذا اشترى شيئا إطعام الطفل الأخر "النفوس بنات عم" "لا تزل نفس العيل" أما في حاضرنا المؤسف فلا نفوس بنات عم ولا أحد يقدر حجم الهم. حتى على مستوى الكبار، وصفحات الفيسبوك خير تضرب أعمق الأمثلة، من فكر بأنه عندما يصورسدر منسف او طنجرة مقلوبة أن هناك من يرى ومن قد لا يأكل اللحم إلا في عيد الأضحى او إن تيسر له بيت أجر،أو مناسبة عابرة، من يفكر أنه يمتلك كندشن وغيره من أبناء مجتمعه و أراهن أنهم الأغلبية بالكاد يمتلكون مروحة هذا إن لم تكن الكهرباء مفصولة عن بعضهم وقد يكون سحب سلكا من بيت قريبة له حتى تتيسر الأمور ، من يصدق أن جارة طلبت من جارتها عبوة مياه كي يشرب صغارها عله يتيسر غدا ثمن قارورة. من يفكر وهو يصدر صورته في الطائرة أن في مجتمعه أناس لا يخشون ذهاب أطفالهم معهم إلى السوق...وقس على ذلك الكثير... كان الطفل اللئيم إذا اشترى بسكوتة يقاهر طفلا أخر قائلا"شحرنك" وإذا ضبطه أهله متلبسا بفعله المستنكر.. يجبرونه تقسيم البسكوتة بينهما... عش حياتك كما تريد، زادك الله من خيره وكرمه وعزه
. لكن تذكر أن غيرك لا يمتلك ما تمتلك. هذا ما يولد الحقد الطبقي والتفاوت الإجتماعي حتى أخلاقيا.