قال الله تعالى: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) صدق الله العظيم.
نيروز خاص_ خليل سند الجبور
قصة استشهاد العميد الركن عبيدالله المواجدة... هاييتي في بلاد اجتاحتها رياح الحرب والفقر والحرمان وعلى مساحة وهبها الله أطيب الثمرات ووافر الخيرات وعلى ضفاف المحيط الأطلسي الذي يذخر بالحياة ويمتلئ بالأسرار العظيمة، ورغم المسافات البعيدة بيننا وبينها واختلاف ظروف الحياة والمناخ والمخاطر الجسيمة فيها نشر فرسان بواسل الجيش العربي عبق الأصالة العربية وبثوا فيها روح المحبة والسلام واعادوا إليها بهجة الحياة وآمل المستقبل ونالوا بذلك رضى الله سبحانه وتعالى واحترام وتقدير جلالة الملك المعظم -حفظه الله ورعاه- إذ سكنوا في وجدانه ونالوا وافر محبته وعلى أرض هاييتي استشهاد العميد الركن عبيدالله المواجده وقد قدم نفسه شهيدآ للأردن والقوات المسلحة الأردنية الجيش العربي.
وكان قائداً لقوات حفظ السلام الأردنية في هاييتي، واستشهد إثر تحطم طائرته أثناء مهمة إنسانية.
والشهيد المواجده من مواليد بلدة العراق محافظة الكرك عام 1962، وتخرج من الكلية العسكرية الملكية بمرتبة الشرف الأولى "سيف الشرف" عام 1982 وتسلم خلال الخدمة في القوات المسلحة الأردنية الجيش العربي قائد فصيل وقائد سرية وقائد كتيبة ومدير أركان للواء الهاشمي حصل على درجة الماجستير في الإدارة من جامعة مؤتة عام 1990، وتدرج في الخدمة العسكرية وحصل على العديد من الأوسمة والإشارات لكفائته العسكرية العالية وعند استشهاده وبإراده ملكيه ساميه تم ترفيعه من عقيد ركن إلى عميد ركن.
ويذكر أن استشهد مع العميد الركن عبيد الله إبراهيم المواجدة كل من الشهداء المقدم الركن جهاد سمرين المهيرات والرائد دفاع مدني إبراهيم محمد رزق الشرمان والملازم أول بلال أحمد أبو حجيله الحنيطي والوكيل أول عامر محمود عبدالله الرواشدة في حادث تحطم طائرة من نوع كاسا 212 تابعة لقوات الأمم المتحدة العاملة في هاييتي، وكانت تقوم برحلة استطلاعية اعتيادية يوم الجمعة الموافق٢٠٠٩/١٠/٩ ضمن منطقة مسؤولية المجموعة الأردنية في هاييتي، إذ تحطمت الطائرة على سفح جبل في شرق هايتي عند الحدود مع جمهورية الدومينيكان في منطقة غانتييه قرب الحدود مع الدومينيكان، وكانوا يؤدون واجبهم الإنساني في خدمة شعب هاييتي ويحملون رسالة المحبة والسلام إلى كل بقاع المعمورة.
ومما يجدر ذكره أن الشهيد المواجدة هو الشهيد رقم (108) الذين قدمتهم بلدة العراق - الكرك لهذا الوطن الغالي.
وسيبقى الأردن بعون الله تعالى عصيآ منيعآ على كل مغرض، رحم الله شهداء الوطن، ولانامت أعين الجبناء الذين يريدون السوء لهذا الوطن.