تقرير جديد صادر عن البنك الدولي، حمل تأكيد على ضرورة اعتماد التقنيات الرقمية في بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث أن ذلك من شأنه أن يحقق منافع اجتماعية واقتصادية هائلة تصل قيمتها إلى مئات المليارات من الدولارات سنوياً، وقد يحقق طفرة تؤدي إلى خلق فرص جديدة، وزيادة في عدد الوظائف الجديدة.
لقد حمل التقرير الصادر عن البنك الدولي عنوان "ايجابيات التكنولوجيا الرقمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا: كيف يمكن أن يؤدي اعتماد الرقمية الى تسريع وتيرة النمو وخلق فرص العمل".
عنوان كبير لا بد من تداولة بشكل عملي والعمل على تحويل ما يتضمنه هذا التقرير الى واقع وبشكل اكثر جدية وبالذات في الأردن، حيث إن الاقتصاديين يبحثون عن حل لمشكلة البطالة التي زاد معدلها في السنوات الاخيرة بشكل كبير.
على الحكومة الاردنية ان تدعم بشكل اكبر الشركات والمؤسسات التي تعمل في الصناعات الرقمية والخدمات الرقمية.
تتضمن السلع الرقمية، صناعة البرمجيات والتطبيقات، والالعاب الالكترونية، والفيديوهات الرقمية، وغيرها من السلع التي قد تخلق سوق جديد لتصدير هذه السلع الرقمية مما يقلل العجز في ميزان المدفوعات ويؤدي الى تدفقات مالية كبيرة، ويوفر رأس مال كافياً لتمويل الانتاج المحلي.
اين هي شركات تطوير البرامج في الاردن وما هو دورها ومساهمتها في خلق فرص عمل مبتكرة تسهم في زيادة تطوير البرامج وخلق اسوق جديدة، تخلق مردودا ماليا كبيرا.
على الجانب الآخر تخرج الجامعات الاردنية سنويا اعداد كبيرة من المتخصصين في البرمجة، بكفاءات جيدة، بمؤشر مشاركة طلاب، الجامعات الاردنية في العديد من المسابقات الدولية في مجال البرمجة وحصولهم على مراتب متقدمة.
والسؤال المطروح لماذا لا يتم استثمار القدرات والمهارات والمواهب لطلاب البرمجة في الاردن في صناعة رقمية، قائمة على تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
لقد تحول العالم اليوم من الاستثمار في المواد المالية الى الاستثمار براس المال الفكري والذي يعتمد على الخبرات والقدرات ومجموعة من المكونات، اولها راس المال الهيكلي، المتمثل بالانظمة- البراءات- قواعد البيانات. وثانيها راس المال البشري، الذي يتضمن التعليم- الخبرة- التدريب- المهارة. اضافة إلى راس المال الاجتماعي، العلاقات الداخلية- العلاقات الخارجية.
وآخر مكون لراس المال الفكري مكون، يطلق عليه راس المال النفسي، والذي يعنى بنشر التفاؤل- الثقة- الامل- القدرة على مقامة التحديات والاستمرار.
ليس من المجدي الحديث عن الاستثمار براس المال الفكري بمعزل عن الصناعات الرقمية.
إن التحول نحو الصناعات الرقمية وإنتاج تطبيقات الذكاء الصناعي والبرمجيات والسلع الرقمية يجب ان يصبح ثقافة حقيقية، ومخرج اساسي لخلق فرص العمل الجديدة التي تقلل من البطالة.
وهو ما نقصده بالحديث عن اقتصاد المعرفة، الذي في العادة يكون معتمدا على التحول الرقمي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي بكل محتوياتها من سلع وخدمات.
أن الوصول لهذا التحول يحتاج الى عملا ممنهجا على
مكونات راس المال الفكري بطريقة علمية حديثة.
وعندما تحدث رئيس الحكومة الدكتور بشر الخصاونة عن الامل والقادم الافضل للأردن كان يطرح المكون الرابع لراس المال الفكري وهو المكون النفسي على الطاًوله.
بطريقة او اخرى، على الاعلام والجامعات ومؤسسات المجتمع المدني التقاط الصورة الحقيقية لمكونات راس المال الفكري جملة وتفصيلا والعمل عليها بخطوات ثابته للسير في اتجاة الاقتصاد الرقمي والاستثمار في المعرفة، وهو اكبر الفرص المتاحة لاقتصاد اهم مكوناته راس مال بشري يملك الكفاءات المؤهلة من خلال ما تنتجه الجامعات من مخرجات التعليم كل عام.
العالم تغير والحداثة والتكنولوجيا هي الطريق الصحيح الذي يجب ان نسلكه لحل المشكلات الاقتصادية باكبر فرعيها البطالة والفقر. حمى الله الأردن