سألني أحد المقرّبين قبل يومين هل التقيتَ مع رئيس الجامعة الأردنية الدكتور نذير عبيدات بعد مقالتك الأخيرة؛ وكان مع سؤاله يرسم ابتسامة صفراء.. ولأنني "دفش" كما يقول وأسمّيها "شفافية"؛ قلت له: حطّها واستريح؛ الرجل مسافر واعتقد جازمًا أنه لم يقرأها.. وسألتقيه وقريبًا.. وأكتفي الآن بنشر الرسالة القصيرة للدكتور عبد الهادي القعايدة على مقالتي السابقة :" أمنيات التوفيق والسداد. معالي الأستاذ الدكتور نذير عبيدات ابن عائلة كريمة يمكن وصفه بأنه ( ابن أصل) يترفع عن سفاسف الأمور، ورث تركة صعبة، وأنت لك الشكر على هذه الأسطر التي تسلّط فيها الوضوء على بعض الملاحظات سواء المتعلق منها بسلوك الطلبة أو حالة الحرم الجامعي، أمنيات التوفيق والسداد لك". وأتفقتُ مع الدكتور القعايدة بعدها على القيام بواجباتي ككاتب صحفي وإعلامي ناقد يريد أن يؤشّر على الخطأ بمهنيّة ومسؤولية ونضوج كي نساهم في رقي الحياة الجامعية.
وما رافق مقالتي السابقة ولم يسعفني الوقت للكلام عنه هو حالة "العنف الجامعي" التي حدثت والتي لغاية هذه اللحظة لا أعرف تفاصيلها وأنا غير مغرم بهكذا تفاصيل أصلًا لأن ما يحدث من بعض "المُنكِّدات" في الجامعة الأردنية بين الطلبة يحدث في أعرق الجامعات العالمية؛ ولكن.. وضعوا تحت "ولكن" اللعينة هذه ما تشاؤون من الخطوط.. ولكن لا يمكن أن يستقيم مع التعليم العالي وفي الحرم الجامعي حلُّ عشائري.. لا يجوز بأي منطق كان أن يتم الحلّ خارج أسوار الجامعة وأن تصبح الجامعة مهما كانت الجامعة؛ أداة من أدوات العشائرية.. هذه الحلول ترقيعيّة وتُهبط أسهم العلم الحقيقي.. لذا؛ يجب إعطاء رئيس الجامعة ومجلس العمداء صلاحيّات محصّنة باتخاذ الإجراءات والعقوبات والتصحيحات دون تدخل أمني أو عشائري أو أية أثقال أخرى.. التعليم هو "إعمال العقل" وليس " إهمال العقل".. وأنا هنا ناصح أمين لسيرة ومسيرة جامعة أخاف عليها خوفي على ذاتي..!
كيف يفكّر طالب دخل الجامعة كي يمسك شهادته العليا بمسك حجر..؟ كيف يستقيم تفكير طالب مع الآلة الحاسبة مع الآلة الحاربة..؟ كيف في الجامعة يتحوّل القلم إلى "موس كبّاس" والكتاب إلى خنجر..؟ كيف تتحوّل المسطرة إلى "قنوة" والتنقّل من مادة إلى مادة تتحوّلى تنقّل بين "الشلاليط والبوكسات والروسيات والكفوف"..؟ ما مستقبل هذا التعليم..؟ وإلى أي طريق ماضون..؟! أنا حزين جدّا.. وحزني لا يقضي عليه أي تبرير إلّا نوايا الإصلاح الحقيقيّة.