إذن؛ يجب أن يعمّ الفرح في كلّ مكان يعرفني؛ بل يجب أن تخرج الجماهير من مرّاكش للبحرين تهتف باسمي وتلهج بذكره..! ولكن من شدّة تواضعي فإنني أعفي كلّ نفسٍ بشرية حتى من واجب التهنئة وإرسال الهدايا..!
أعترف أن عام 2023 مختلف عن كلّ أعوامي وحقّق لي الانزياح التاريخي، فيه نجحتُ بالتوجيهي؛ وفيه دخلتُ الجامعة، وهذان إنجازان كبيران على الصعيد الفردي؛ أمّا على الصعيد الجمعي فإن المجتمع ما زال واقفًا في طابور النكد اليومي ويصرّ على عدم الذهاب إلى جوهر الحضارة لأنه يخشى من فقدان دوره في طابور النكد..!
ما أتعسني وما أشقاني من رجل..! نكد وعيد ميلاد..؟! هل هناك إنسان (بالغ عاقل راشد) يأتي على سيرة النكد يوم عيد ميلاده..؟! فعلًا كأن النكد شيءٌ ثمين وأنا اشتريته لذا أحرص دائمًا على المباهاة فيه..!
كل عام وأنا بخير. وشكرًا لكل نسمة حرّى وقفت إلى جانبي.. وشكرًا لكل من خذلني.. وشكرًا لكل من حاول الإطاحة بي ولكن لم أَطِحْ لأن حجمي كان أكبر من توقعاتهم (على فكرة؛ والله العبارة الأخيرة ما في داعي لها ولكن لا بدّ من الفشخرة كمواطن عربي مهزوم)..!