يقال لكل بلد قامات وطنية ضحت في سبيل بلدها هذه القامات التي لا تسعى لمدح أو لشهرة فالمعرف لا يعرف .
اتحدث في هذه المقالة عن قامة علمية اكاديمية سياسية مصلحة اجتماعية يظل كل منصف يردد فيه ما قاله الشاعر كثير عزة قبل نحو 1400 سنة حيث قال
اذا قيل خيل الله يوما الا اركبي
رضيت بكف اردني انسيابها
نعم هذا الاردن الذي نعرفه وهؤلاء هم رجالات الاردن اصحاب البيوت المشرعة للضيف والضعيف طيب المعشر دافئ القلب بيته مفتوح لكل محتاج لا يرد سائل ولا يشيح وجهه عن احد في هذا المقام استعير ما قالته تلك العربية حيث قالت
لا يبعدن قومي الذين هم
سم العُداة وافة الجزر
النازلون بكل معترك
والطيبون معاقد الازر
الضاربون بحومة نزلت
والطاعنون باذرع شعر
ان يشربوا يهبوا وان يذروا
يتواعظوا عن منطق الهجر
يقال لكل مقام مقال فما اروعه من مقام وما اهمه من مقال فان اثر واثير تلك الشخصية التي اتحدث عنها يعبق بالمكان اسال الله العظيم ان يمتعه بالصحة والعافية تحية احترام ومحبة للاكاديمي الوقور لقد قرانا وعرفنا ان للتضحية رموز وللعطاء عناوين فالتاريخ يزخر بنماذج مشرقة في شتى ميادين الحياة ابان الشدة او الرخاء كانوا روادا في العمل والعطاء ومثالا في الاخلاص والوفاء بعيدا عن اي منفعة شخصية او غاية مادية مؤمنين بان دافعهم الاصيل وهدفهم النبيل رضاء رب الناس لا الثناء والنوماس على الرغم مما يحمله مصطلح الجندي المجهول من عزة وكبرياء ونبل ونقاء وتضحية وفداء الا ان في الوطن جنودا معروفين بنبلهم مثل قطعة الالماس النادرة ونقاؤهم مثل بريق النجم ظاهر اما سريرتهم مثل ماء المزن طاهرة انه الاكاديمي الحاذق الماهر سعادة الدكتور محمود مهيدات ابو نزار نجم المواقف والمنابر الذي لا تفتر له همة ولا تطيب له لقمة ليله تدبير ونهاره تنفيذ للخير في خدمة وطنه ومليكه ذاب قلبه في حب الوطن اختار اشرف المهن مهنة الرسل فلقد خدم معلم في بداية حياتة المهنية فكان مثلا يحتذى بالاخلاق والاخلاص مضيفا الى قداسة المهنة اشرف خدمة وطنية فكان مثالا فريدا للرفق والانسانية والعطاء والالمعية ورمزا للانتماء والولاء للقيادة الهاشمية ... نعم سعادة الدكتور محمود مهيدات رجل من بلدي لقد عرفته ايام كان نائبا عنوانا للاباء يتعامل بلطف المحبين ولباقة الحاذقين وحكمة العارفين ففي كل مكان سمعته تتسامى هذا الشيء ليس بغريب على قامة مثله فقد تربت في مدرسة الهاشميين الاخيار وعلى ارض الانبياء الاطهار ... فهو من اصحاب القلوب الطيبة المزهرة ربوعه لطفا... وضمائرهم مثل نجوم سمائه شرفا... لقد قدم فابلى واعطى فاجزل فلا يرضيه افعال الجاهلين ولا مكر العابثين فانه لا ينكر فضل هذه القامة المخلصة غير الحاسدين فصفاته هي الصفات التي يتمناها اي رجل حر لانه صاحب عزم لا يلين وبريق سيف صليل به نعتز ونفتخر .. صفاته فخر لكل من يقدر الرجال فهنيئا للاردن بشخصية وطنية مخلصة مثله رجل من رجال اربد الافذاذ الذي طالما ضاحك اهاليها وعدل بين اثافيها بعين البصير وحكمة الخبير ... ربى ابناءه على حب البلد والاخلاص للقيادة والعلم فقد نذرتهم لخدمة الاردن لما اشتد ساعدهم كانوا بصدق رجال المعادن النقية والسواعد القوية بهم يزهر الوطن وتهون كل الشدائد والمحن ... رجال
رباهم منذ صغرهم على الايمان بالله ثم الاخلاص للبلد ولقيادته الهاشمية رجال كان نصب اعينهم محبة الوطن وقداسته وكرامة المواطن وحمايته ... شامخين مثل الرماح بيض الوجوه مثل زهر الاقاح فبارك الله به وبذريته وبكل انسان مثله مثلما بارك بالزيتون والرمان واعلى مراتبهم في كل شان وزمان... الى هذا الرجل المحترم ابعث له الاحترام والتقدير صحيح ان الرجال لا تقاس بالوسامة وجمال الابتسامة ولا بكثرة المال وتزويق الكلام وانما يقاس الرجال في الايام الصعبة بالافعال والنهوض بالاثقال مع انه له من الوسامة ما فيه الكفاية وفي الابتسامة اجمل حكاية واروع رواية تقرا فيها لطف الروح ورقة النفوس ويتعلم منها العبر والدروس وله من الخصال ما لا يحمله مقال تربى في بيئة نقية عفيفة فتوشح بالفضائل والقيم واخلص للتاج والعلم عشق الوطن فكان قدوة في الانتماء مثالا رائعا في الاباء فسعادة الدكتور محمود من عشيرة عريقة ساخنة الفنجان دافئة الاحضان ظليلة الاغصان انحدر من بيت رفعة اثيل ملامح اهله يانعة وقلوبهم وادعة صاحب عقل رصين وضمير و بحصافة البصير وحكمة التقدير والتدبير كيف لا وهو احد رجالات اربد المخلصين الذي ما فتئ برهة عن خدمتها مع كل بقة في هذه البلد لتضل اربد عروسا جميلة مرخية اردانها تضاحكها سنابل حورانها وترقص لها مع ارق الحانها لتبقى اربد المجد والالق فلك ايها المعلم منا فيض قبل لا تعد وسيل شوق لا يصد ... بارك الله فيك وبكل حر مخلص لهذه البلد وقيادتة الهاشمية .