منذ فازت وفاء بني مصطفى في ثلاث دورات نيابية متتالية إلى أن أصبحت وزيرة منذ سنتين وتقلبت على وزارتين آخرهما التنمية الاجتماعية التي تتسنمها الآن؛ لا أذكر أنها تجاهلت لي اتصالًا أو مسجًا.. رغم أنها في نياباتها الثلاث كانت نائبةً عن جرش وانا مواطن من البلقاء.. لا أذكر أنني طلبتُ لقاء في (النيابة والوزارة) ولم يحدث.. لا أذكر أنني طلبتها لحوار تلفزيوني ورفضت ( أجريتُ معها لقائين /لقاءين في برنامجي التلفزيوني "تنفيس مع أبو وطن" وللحق أقول تحمّلت جرأتي ومناوراتي معها خلافًا لآخرين).. وفي النيابة والوزارة كانت وما زالت شعلة نشاط لا تهدأ.
المهم، حين زرتها الأربعاء الماضي في مكتبها في وزارة التنمية الاجتماعية أحسستُ بكمية الأم والخوف اللذين تحملهما وفاء؛ حدثتني عن التغيير الاجتماعي الذي يحدث في المجتمع الأردني؛ حدثتني عن خوفها على الجيل الجديد؛ حدثتني عن صعوبة السير وسط الألغام؛ حدثتني عن كثير من القصص التي تنتشر على السوشيال ميديا وتحقق رواجًا بينما القصص لها وجه آخر لا يريد المروّجون أن يظهروه.. حدثتني عن تشابكات وزارتها مع الوزارات والمؤسسات الأخرى التي تصبّ عليها مع الاحراجات الغليظة..!
حين كانت نائبة عن جرش لعشر سنوات فهي بالتأكيد مع جمهورها الذي أعادها أكثر من مرّة فرأس مالها خدمتها للناس وليس عطاياها؛ وكانت تعرف متى تعارض ومتى توافق.. وحين تسلمت وزارة الشؤون القانونية فهو تخصصها وتعتبر وزارة ناعمة لا اشتباك فيها مع الجمهور.. وأظنها الآن في وزارة التنمية الاجتماعية قد بلغت نهاية الدرس وهو "علم الاجتماع" والذي شكّل لها المرارة مع سعادة في فكّ ضنك كثير من المتألمين ولكن ليس لديها ميزانية كافية لتسعد وتسد حاجات الشعب الأردني الذي يتوالد بازدياد كلّ يوم ومع تزايده يزداد نضج وفاء بني مصطفى في رحلة الألم اليومية مع آلام الناس ودموعهم.
لو كنتُ مكانها لبدأت بتدوين يوميّاتي.. وما تركتُ شاردة ولا واردة إلّا ودونتها وفكّكتها وأجريتُ عليها نظريات علم الاجتماع.. فلا تتاح لأحد فرصة أن يكون يومك (بحرًا من الناس) والناس هنا لا تعني الفقراء والمستورين فقط؛ بل الناس كلّ الناس..!
وفاء لوفائها؛ هذا ردّ لبعض وفائها. أُسلّط الضوء على تجربتها التي يجب أن يكون لها ما بعدها..