تسارع وتيرة التحركات العسكرية الدولية في البحر الأحمر مخاوف من توسع رقعة المواجهة في المنطقة التي يوجد بها الكثير من القوى البحرية الدولية، إضافة إلى وجود قواعد عسكرية في منطقة القرن الأفريقي القريبة من مدخل البحر الأحمر، لدول متنافسة إقليمياً ودولياً، من بينها الولايات المتحدة الأمريكية ، والصين، وفرنسا، وتركيا،.وروسيا.
إلى أن إعلان الولايات المتحدة تشكيل التحالف الجديد وتكوينه الراهن يعكس رغبة أميركية في توفير غطاء دولي لعملياتها في هذه المنطقة الحيوية لتوفير إمدادات الغذاء ، والسلاح ، والمعدات اللازمة لإسرائيل، لاستمرارية الحرب الإسرائيلية ضد غزة ، وإعفاء دول المنطقة من القيام بأي مسؤوليات لتعضيد موقف السياسة الأميركية، خصوصاً ما يرتبط منها بحماية أمن إسرائيل .
وأثار تشكيل تحالف أمريكي إسرائيلي دولي جديد لحماية الملاحة في البحر الأحمر ردود فعل عنيفة من جانب اليمن حيث أعلن زعيم أنصار الله الحوثيين اليوم بأن هذا التحالف البحري يهدف إلى عسكرة البحر الأحمر وبث القلق فيه لمصلحة إسرائيل فقط ، وضمان استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية ضد غزة والحيلولة دون تدخل أي دولة لمساندة الفلسطينيين في الضفة وغزة .
بالمقابل نرى تصريحات قادة إسرائيل التي يعبرون من خلالها من غضبهم الشديد من تصرفات جماعة أنصار الله الحوثيين ومنعهم السفن الإسرائيلية والمتعاونة معها من الوصول إلى إسرائيل ممِا أدى إلى رفع أسعار الغذاء نتيجة لرفع قيمة التأمين البحري للسفن المبحرة من العالم إلى إسرائيل.
ونرى تصريحات قادة إيران التي حذرت من التعاون مع الولايات المتحدة ضد جماعة الحوثي، ودافع مستشار المرشد الإيراني للشؤون السياسية علي شمخاني ، عن هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر، ووصفها بأنها شجاعة .
ويعتقد مراقبون في منطقة الشرق الأوسط بأن الهدف المعلن لتكوين التحالف الأميركي هو مواجهة العمليات التي تنفذها جماعة الحوثي بأنه لا يمثل الهدف الحقيقي لتلك التحركات المكثفة للوجود في هذه المنطقة الحيوية بل أنه هناك إدراكاً عالمياً بأن الحروب القادمة في العالم هي حروب بحرية، وبالتالي الوجود في منطقة البحر الأحمر ومضيق باب المندب ذات الأهمية الاستراتيجية يعُدّ أولوية لقوى كبرى في العالم.
هنالك تخوفات من قبل دول إقليمية عربية مثل مصر، والمملكة العربية السعودية، والإمارات، وغيرها من الدول ذات المصلحة في تأمين حركة الملاحة بها، سواء لتأمين صادرات النفط أو بصفتها المدخل الجنوبي لقناة السويس، والتي لم تنضم للتحالف الدولي البحري الذي أعلن عنه مؤخرا نظراً عن اعتقاد هذه الدول أن إطلاق المجال لتعدد التحالفات في المنطقة يحمل هدفاً أكبر غير معلن وليس فقط من مجرد التصدي لعمليات تستهدف سفناً تجارية متجهة إلى الموانئ الإسرائيلية، حيث أن تعرض المنطقة في سنوات سابقة لخطر القرصنة، لم يستدعِ هذا التحرك الكبير والمكثف من جانب الولايات المتحدة الأمريكية .
ومن الممكن جداً بأن هذا التحالف الجديد قد يدخل في مواجهة مباشرة مع إيران واليمن ، وهو ما يثير مخاوف الدول العربية المطلة على البحر الأحمر من مواجهة إقليمية، الأمر الذي لا يتوافق ومصالح المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي ذات المخزون الاستراتيجي النفطي الضخم ، والتي تصدر النفط للعالم من خلال البحار .والتي لا تريد اتساعاً لرقعة التوتر الإقليمي من خوفها على سلامة واستقرار التصدير النفطي للعالم .