انقضى العام حتّى خلته لا يفوت، وإن كُنّا نعرف أنّه "ما ترى في خلقِ الرحمن من تفاوُتٍ"، فإنّ السنين على النقيض، نشهد المسرّات في بعضها، ويغمرنا الحزن في أخرى، وإلّا ما أُطلق "عام الحزن" على حولٍ من حياة الرّسول.
مرّ العام الذي فقدتُ فيه والدي وامُتحنت بمرضٍ اضطرّني لإجراء عمليّة جراحيّة، ثمّ لم ينقضِ حتّى فُجِئنا بما حلّ بغزّة من عدوان محتل غاصب.
لكنّني أقول لنفسي إنّه مرّ، ولعلّ في مروره ما يجدّد الأمل باستقبال العام الجديد بالدعاء والأماني، فالأمل حبلٌ ممدود بيننا وبين الله، أتلمّسه وأدعوه أن يتغمّد والدي بواسع رحمته، ويطيل في عمر والدتي لتظلّ منارةً في حياتنا، وأن يمدّني بشفاء لا يُغادر سقمًا، ويكنِفَ زوجتي وأبنائي برعاية لا يحتاجون معها إلى أحد أبدا، وأن يعجّل النصر لأهل فلسطين، ويخفّف عن الأهل في غزّة في مواجهتهم اليوميّة لعصابة الطّغاة، وأن يحميَ الأردنَّ قيادته وأهله، وأن يُوسِعَ في رحمته لتشمل أبي مع الشهداء جميعا.
مدير وحدة الإعلام والعلاقات العامة والإذاعة في الجامعة الأردنية