هي رسالة للشباب المقبلين على الحياة قد تختصر عليهم مشواراً طويلاً من البحث عن طريق النجاح وأسرار النماجحين الذين أصبحوا ملئ السمع والبصر وأفادوا مجتمعاتهم وأممهم خلال مسيرة حياتهم؛ وهم ممن كان نجاحهم حقيقياً وحققوه بأيديهم دون أن يتسولوه، بل حفروا بأيديهم صخر الحياة وعانوا لأوائها ومشقتها وعانوا الأمرين للوصول إليه على عكس كثير من المشاهير الذين يصّدرون للشباب على أنهم ناجحين .
انه المرحوم عبدالله خلف البرماوي رحمه الله واسكنه فسيح جناته، هو أول رجل من برما رحل الى عمان.. لايملك الا قوت يومه عندما إنتقل من برما الى المدينه، وكان أول تاجرٍ للسكراب من بلدته في عمان وتحديداً بشارع الملك طلال .
المرحوم انتقل من برما مع شقيقه الحاج عقيل خلف البرماوي الذي كان بمثابة الاب والمربي الى منطقة ام العمد، وكان المرحوم عبدالله خلف اخ دولة عاكف الفايز في الرظاعه حيث كان المرحوم يمتلك دكان ودابه في ام العمد.
وبعدها انتقلوا المرحوم وشقيقه الحاج عقيل الى المدينه وقاموا بتحميل كل اغراضهم على الدابه وانتقل الى عمان.
ومن عمان بدات حكايته وعرفه كل من حوله بقوة إرادته وعزيمته ومعنوياته العاليه ومحبته للجميع، كان المرحوم يتعامل مع عائلات عربيه منهم عائلة الطباع وعائلة البسطامي وعائلة الخرفان وكثير من العائلات
كان المرحوم يعرف بيوت عمان كامله آنذاك
وتزوج أول مره عام 1946 ورزق من الأبناء الذكور تسعة ومن الاناث تسعة أيضاً .
المرحوم كان أول برماوي يمتلك سياره ومن بعدها كان اول برماوي يقتني دراجة.. وعلى صعيد التكنولوجيا كان أول هاتف الأرضي في بيته من برما آنذاك
كان بيته مقر واشبه بفندق كما اسموه ذاك الحين، وكان ملاذاً لجميع ابناء برما بإختلاف عشائرهم، وكان ايضاً الى جميع ابناء المملكه وأبرز ما ميزه انه كان أول بيت في مدينة عمان يبنى من الحجر .
كان المرحوم مربي وراعي ايتام وكان يحتضنهم في منزله وبعضهم تزوجو وخرجوا من منزله الى منزلهم وكانت على نفقته الخاصه .
المرحوم بدى حياته التجاريه بتجارة الفحم وبيع الحطب قبل أن يتقدم في التجاره ويصبح من مالكي الأراضي خاصه في بلدة برما، وبعدها فتح محل في شارع الملك طلال .
بعدها تعرف المرحوم على السيد سالم داود حداد وتطوارت تجارتهم التي كانت مبنيه على الصدق والامانه والوفاء حيث تم تشكيل شركه خماسيه، وكانت من اكبر الشركات في عمان آنذاك.
ومن كثر المحبة والموده التي يكنها من حوله اليه الا ان شريكه سالم حداد مات بعد اربعين يوم من وفات المرحوم وهذا إن دل انما يدل على الالفه فيما بينهم والمحبة والاخلاص رحمهم الله.
أما على صعيد عائلته فكان يهتم بالتعليم والعلم وأصر عليهم بقوه وعزيمه بضرورة تعليمهم جميعاً، حيث درسو ابنائه في مدارس اهليه ومن اشهر المدارس آنذاك.
وكانت نتائج إصراره وتعليمه على النحو التالي:
الاستاذ المخرج المرحوم محمد عبدالله البرماوي درس في المدرسه الإبراهيمية في القدس ومن ثم تخرج من الكليه العلمية الاسلاميه.
الدكتور خلف عبدالله درس في كليه تراسنطة.
التربويه عائشة عبدالله درست في مدرسة حليمه السعديه وتخرجت من الكليه العلمية الاسلاميه وكانت أول معلمه من ابناء آل البرماوي .
الشهيد احمد عبدالله خلف درس في كلية تراسنطه .
الاستاذه رجاء عبدالله خلف درست في مدرسة حليمه السعديه عملت في سلطة الطيران الملكي .
الفنان المنتج هزاع عبدالله خلف درس في الكليه العلمية الاسلاميه.
الحاج حسين و القنصل الدكتور حسن التوام درسو في الكليه العلمية الاسلاميه بمعية حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم وكانو من رفاقه انذاك.
الاستاذه خوله عبدالله خلف درست في الكليه العلمية الاسلاميه.
الاستاذه اسراء عبدالله خلف درست في الكليه العلمية الاسلاميه.
الاستاذ بلال عبدالله خلف درس في الكليه العلمية الاسلاميه.
رجل الاعمال احمد عبدالله خلف درس في المدارس الحكوميه .
الدكتوره مروه عبدالله خلف درست في المدارس الحكوميه.
الدكتوره ايات درست في المدارس الحكوميه.
الدكتور مصطفى عبدالله خلف درس في المدارس الحكوميه.
اما على الصعيد العشائري كان من اصحاب الكفاءات التي تلجأُ اليه الدوله في اصلاح ذات البين .
حيث كانت مشكله في احد عائلات بني صخر فقالو ما النا غير بيت عبدالله خلف البرماوي دخلو على بيته ومكثو قرابة الاسبوع بحماية البرماوي وعمل جهده حتى صفيت القلوب وعاد كل منهم الى بيته مطمنين .
اما في عام 1980 حدثت جريمة قتل في برما حيث قتل شخصين من اقاربه من قبل اشخاص من محافظة البلقاء . قام محافظ جرش ومدير الأمن العام انذاك الى مضارب ال البرماوي من اجل اخذ عطوة لم يقبل ان يعطيهم مرادهم على حساب ابناء بلده ولا على مصلحة اقاربه وقال لهم (( سوف اسلح المعراض كاملا وانا قادر على ذاك )) وبعدها تم اعتقاله مدة اربعة ايام لهذا السبب لم يرضى ان يهادن على مصلحت اقاربه رغم ذاك ولم يغير وجهته عن القضيه الجرم .
في عام 1970م في شهر ايلول حدثت حرب اهليه بين الجيش والفدائيه واستشهدوا زوجته وابنه احمد وكان عمره 16 عام الى روحهم الطاهره الرحمه .
كان بيتهم ملجأ في ايلول الى الجميع ابناء عشائر المملكه وجميع جيرانهم برجلاتهم ونساهم واطفالهم وكانت زوجته تحضر لهم الطعام ،