نيروز الإخبارية : نيروز الاخبارية ..بقلم عاكف_الجلاد
ما ان تقف سيارتك على باب مطعم أو فندق ، حتى يهرول اليك رجلاً بلباسه البدوي وشماغه الأحمر المهدّب وشبريته على خاصرته ، ليفتح لك باب السيارة ، وتقترب من باب المطعم فإذا بآخر يفتح ذلك الباب ، وما أن تجلس حتى يأتي ثالث ليصب لك القهوة العربية الأصيلة ، ويبتسم لك منتظراً البخشيش ، الذي في احسن الأحوال لا يتجاوز الدينار .
هذا المشهد يتكرر عندما تذهب الى أي مطعم أو فندق ، او حفلة عرس ، أو واجب عزاء ، أو حتى في بعض المؤسسات الرسمية الحكومية ، التي من المفروض ان تحرص على الهوية الوطنية الاردنية .
تلك المناظر قد يراها البعض عادية ، لكنها تستفزني حتى الغضب ، فلماذا يتم ربط هذا اللباس الوطني التراثي البدوي الأردني الأصيل ، بمهنة صب القهوة ، فتح ابواب السيارات ، وابواب الفنادق والمطاعم للزبائن ؟.
وكأننا نقول لأطفالنا وزوارنا وضيوفنا ، ان هذا اللباس مخصص لأصحاب هذه المهن ، ( مع احترامي الشديد لأصحاب تلك المهن ) ، ونزرع في أذهانهم هذه الصورة النمطية ، بأنّ اللباس البدوي الوطني مرتبط بخدمة الزبائن ، وفتح الابواب ، وصب القهوة ، واخذ البخشيش .
نسينا أو تناسينا ان هذا اللباس هو تراثنا ، أصالتنا، هويتنا ، لباس أبائنا وأجدادنا ، ومصدر فخرنا، ولا زال يستخدم في كثير من عشائرنا الأردنية الأصيلة ، ولا زالت قوات البادية الملكية ، وحرس الشرف الملكي ، يرتدونه في المناسبات الوطنية ، وفي استقبال ملوك ورؤساء العالم .
لباسنا تاريخ وحاضر ، كان وما زال عنواناً للرجولة والكرم والاخلاق والشجاعة ، والشبرية والشماغ ليست اكسسوارات او كماليات ، بل هي عنوان للرجولة ولهوية تراثية وطنية .
هناك من سيتنطح ويدافع ، ويقول ان القهوة جزء من تراثنا البدوي الاصيل ، وتقديمها من قبل رجل بلباسه البدوي سيعطيها جمالاً وقيمة ، وطبعاً تسويق البلد سياحياً .
البدو والفلاحين هم عماد الدولة ورجالاتها ، واللباس رمز وطني تراثي نفتخر به ، لكن ان يتم إستغلال هذا اللباس بهذه الطريقة المستفزة ، أمر مرفوض ويجب ان يتوقف ، وليس من حق أية جهة كانت تحويله إلى لباس مرتبط بخدمة الزبائن .
ليقدم الشاي والقهوة ، وليفتح ابواب السيارات والمطاعم من يشاء .. لكن هذا اللباس الوطني ليس لصبابي القهوة ..!!!
وزارة السياحة ، مديرية الامن العام ، قوات البادية الملكية ، وكل غيور على وطنه وتاريخه وتراثه ، عليهم وقف ومنع مشاهد اللباس البدوي المرتبط بصبابي القهوة من مجتمعنا، ومطاعمنا، وفنادقنا، ومؤسساتنا ... واصدار تعليمات صارمة تمنع ذلك ، ومخالفة من يرتكبها ... حتى اذا لزم الأمر الغاء القهوة نفسها ... فلباسنا ليس لصبابي القهوة .