يواجه المختصون تحديات في التعامل مع حرائق السيارات الكهربائية، وصل إلى حد تأكيد خبراء أن أفضل طريقة لإطفائها هي تركها تحترق.
ومع تزايد عدد مستخدمي السيارات الكهربائية، يمكننا أن نتوقع المزيد من حرائق هذا النوع من السيارات على الطرقات.
ومع ذلك، فإن ما يعنيه هذا بالضبط بالنسبة لخدمات الإطفاء غير واضح بسبب ندرة البيانات المتاحة، على الرغم من أن حرائق البطاريات تشكل خطرًا متزايدًا على رجال الإطفاء.
وقد أصبحت السيارات الكهربائية شائعة بشكل متزايد على طرقاتنا مع تطور التقنيات الصديقة للبيئة.
وهذا يعني المزيد من البطاريات، وبالتالي زيادة في الحرائق، لكن المشكلة الكبرى هي أن معالجة هذه الحرائق الشديدة هي عملية معقدة وصعبة لرجال الإطفاء. وتتطلب كل حادثة من هذه الحوادث وقتًا كافيًا وموارد كبيرة.
مواد سامة في الهواء
وغالبًا ما يصعب الوصول إلى بطاريات السيارات الكهربائية إذا كانت هي مصدر الحريق.
ويمكن أن تؤدي حرائق السيارات الكهربائية إلى ظهور ألسنة نفاثة اتجاهية وانفجارات سحب بخارية.
كما تنتج حرائق السيارات الكهربائية مجموعة متنوعة من المواد الكيميائية السامة تطلقها في الهواء، وتمتزج أيضًا في المياه إذا استخدم رجال الإطفاء الخراطيم للسيطرة على النيران، وتدخل بذلك إلى عمق الأرض وربما تصل إلى المياه الجوفية.
وبينما يستغرق التعامل مع حريق سيارة تعمل بالبنزين أو الديزل عادة حوالي 30 دقيقة، فإنه في حالة نشوب حريق داخل مركبة كهربائية، يستغرق الأمر من أربع إلى خمس ساعات أو أكثر، إذا تم استخدم المياه.
وهنا لا بد من الإشارة إلى أنه بعد متابعة حوادث احتراق السيارات الكهربائية، أكد عدد من التقارير أن السيارات الكهربائية تشتعل من جديد بعد مرور ما يصل إلى أسبوعين أو ثلاثة أسابيع من الحريق الأولي، ما يعني أنه يجب عزلها بعيدًا عن المركبات الأخرى حتى بعد إخماد النيران فيها.
كميات كبيرة من المياه
بدأت المخاوف تتضح بشأن كمية المياه اللازمة لإخماد حريق سيارة كهربائية. ويأتي ذلك في الوقت الذي تفرض فيه العديد من الدول أن تكون جميع المركبات الجديدة كهربائية بحلول عام 2035.
ووفقًا للتقارير الدولية لخدمات الإطفاء والإنقاذ، يحتاج رجال الإطفاء إلى استخدام ما يصل إلى 40 مرة أكثر من المياه لإخماد حريق في السيارة الكهربائية مقارنة بسيارة البنزين القياسية، أي حوالي 150 ألف لتر من المياه في المتوسط.
كما أفادت تقارير أخرى بأن حريق مركبة كهربائية يمكن أن يمتد لعدة أيام. وكل هذا يشكل مصدر قلق بشكل خاص لإدارات الإطفاء الريفية التي لا تتمتع دائمًا بإمكانية الوصول السريع إلى كميات كبيرة من المياه لمكافحة الحرائق.
ويعني ذلك أن نشوب حريق في مركبة كهربائية في منطقة لا تحتوي على صنابير إطفاء الحرائق سيكون بالتأكيد تحديًا.
ويقول بعض الخبراء إنه يجب النظر إلى تقنيات مختلفة لإطفاء السيارات الكهربائية بدلاً من مجرد صب الكثير من الماء على النار، مثل استخدام الأغطية المقاومة للنار والحاويات المخصصة لإطفاء السيارات الكهربائية.
ويدعو آخرون ببساطة إلى "تركها تحترق"، مؤكدين أن هذه أفضل طريقة لإطفاء سيارة كهربائية مشتعلة.
خطر متزايد في مواقف السيارات
وتمثل حرائق المركبات الكهربائية خطرًا متزايدًا آخر يواجه رجال الإطفاء، خاصة في الأماكن الضيقة مثل مواقف السيارات.
لذلك، أوصت بعض الدول مثل المملكة المتحدة أصحاب مواقف السيارات بزيادة المسافات بين المركبات الكهربائية لتقليل مخاطر انتشار الحرائق بينها.
ومن المرجح أن تصبح مسألة التباعد حول المركبات الكهربائية ملحة بشكل متزايد مع زيادة هذا النوع من السيارات، وربما ستصبح إلزامية في المستقبل.