تعالت الأصوات الدولية المطالبة بالتحقيق في ارتكاب إسرائيل "جرائم حرب"، ولا سيما بعد مقتل سبعة من العاملين في منظمة "المطبخ المركزي العالمي" الخيرية، في قصف أقرت تل أبيب بارتكابه نتيجة "أخطاء".
واستدعت بولندا السفير الإسرائيلي لديها، وسلّمته مذكرة احتجاج، وأعلنت أنها طلبت من إسرائيل فتح "تحقيق جنائي" في قتل العاملين الإنسانيين (بينهم بولندي)، وقال نائب وزير الخارجية البولندي أندريه زيجنا: "نريد أن يتم السماح للنيابة العامة (البولندية) بالمشاركة في التوضيح وفي عموم الإجراء الجنائي والتأديبي بحق الجنود المسؤولين عن هذا.. القتل".
وندد بـ"هذا الحادث غير المسبوق في تاريخ العالم المتحضر، قصف قافلة إنسانية تحمل مساعدات إنسانية متوجهة إلى قطاع غزة الذي يعاني من المجاعة".
وقال زيجنا، إن السفير الإسرائيلي ياكوف ليفني "قدم اعتذاره".
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أكد الحاجة إلى تحقيقات مستقلة وتغييرات مجدية وقابلة للقياس على الأرض من أجل إصلاح الأخطاء في الإجراءات العسكرية الإسرائيلية.
وقال غوتيريش، إن "196 من موظفي الإغاثة قتلوا"، وأضاف: "نريد أن نعرف لماذا".
وطالبت منظمة "وورلد سنترال كيتشن" (المطبخ المركز العالمي) الخيرية، الجمعة، بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة في مقتل عامليها السبعة بقصف إسرائيلي في قطاع غزة.
وأفادت المنظمة غير الحكومية التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرًّا في بيان: "نطالب بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة مكلفة بالتحقيق في قتل زملائنا"، وذلك بعدما أقرّ الجيش، الإثنين، بارتكاب "أخطاء فادحة".
وأكدت أن الجيش الإسرائيلي "لا يمكنه التحقيق بمصداقية في إخفاقه هو نفسه في غزة".
وعقب الحادثة، أعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن عن "غضبه"، وحث إسرائيل على اتخاذ خطوات نحو "وقف فوري لإطلاق النار" في غزة.
وخلال اتصال برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال جو بايدن، بحسب بيان للبيت الأبيض، إنه "يجب على إسرائيل إعلان وتنفيذ سلسلة من الخطوات المحددة والملموسة والقابلة للقياس لمعالجة الضرر الذي يلحق بالمدنيين والمعاناة الإنسانية وسلامة عمال الإغاثة".
ووصف جو بايدن، الخميس، الضربات الإسرائيلية ضد العاملين في المجال الإنساني والوضع الإنساني العام في غزة بأنها "غير مقبولة".
وأوضح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي، خلال مؤتمر صحفي، أن واشنطن تطالب بزيادة "هائلة" في المساعدات التي تدخل قطاع غزة "في الأيام والساعات المقبلة".
وأكد أن جو بايدن "صدم" لمقتل سبعة من العاملين في المجال الإنساني في غزة، من بينهم ستة أجانب، في غارة إسرائيلية، الإثنين، وأشار إلى "الاستياء المتزايد" للأمريكيين من إدارة نتنياهو للحرب.
كما أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الجمعة، في لوفين قرب بروكسل، أنه "من المهم أن نرى تحقيقا مستقلا وشاملا ومعلنا بالكامل" في مقتل عمال الإغاثة من منظمة المطبخ المركزي العالمي.
وقال: "نتطلع إلى رؤية محاسبة عامة ونتطلع إلى رؤية مساءلة في أعقابها".
وكان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة تبنى قراراً يدعو إلى محاسبة إسرائيل على احتمال ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.
وصوتت 28 دولة لصالح القرار، وامتنعت 13 دولة عن التصويت، وصوتت ضده ست دول من بينها الولايات المتحدة وألمانيا. ودفعت الموافقة على القرار العديد من الممثلين في المجلس إلى الهتاف والتصفيق.
وعبّر القرار عن "قلق بالغ إزاء التقارير التي تتحدث عن انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان والخروقات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية محتملة في الأراضي الفلسطينية المحتلة".
وفي برلين قال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، اليوم الجمعة، إن الهجمات التي أسفرت عن مقتل سبعة من موظفي الإغاثة الإنسانية بمنظمة "ورلد سنترال كيتشن" الخيرية في غزة "تسيء لسلوك الجيش الإسرائيلي"