قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إن إسرائيل تبدو الآن معزولة أكثر من أي وقت مضى، وأقرب إلى المنبوذة عالميًا.
وأضافت الصحيفة أن ذلك يأتي في الوقت الذي دخلت فيه تل أبيب في علاقة من الشك مع حليفتها واشنطن، كما أن مساحتها تقلصت بسبب المخاطر على حدودها الشمالية والجنوبية.
وأشارت إلى أن إسرائيل اهتزت بسبب الضربة القوية، وهي هجوم حماس في السابع من أكتوبر الماضي، ما يُعرف لديهم باسم "السبت الأسود".
وأردفت: "حطم هجوم حماس العنيف إحساس إسرائيل بالأمن والثقة في براعتها العسكرية، إلا أن الرد العنيف اللاحق في غزة أثار إدانة من قسم كبير من المجتمع الدولي، ما ترك إسرائيل معزولة وضعيفة بشكل متزايد".
ونقلت عن المؤرخ الإسرائيلي بيني موريس مخاوفه بشأن مستقبل الإسرائيليين، قائلًا إن بقاء إسرائيل ذاته أصبح الآن موضع شك، وهو شعور ردده مرات قليلة في تاريخها، لا سيما خلال حربها من أجل الاستقلال في العام 1948.
إعادة تقييم الدعم الدولي لإسرائيل
وبحسب الصحيفة الأمريكية، تضاءل التعاطف العالمي الأولي في أعقاب الهجوم على اليهود، وطغت عليه صور الدمار في غزة وتزايد الخسائر في صفوف الفلسطينيين.
ولفتت إلى أن هذا التحول في الخطاب أدى إلى إعادة تقييم الدعم الدولي لإسرائيل، مع إعادة الولايات المتحدة النظر في موقفها.
وكانت الاحتجاجات المناصرة للفلسطينيين في العواصم الغربية وتصاعد معاداة السامية في مختلف أنحاء العالم سببًا في تغذية شعور إسرائيل بالعزلة، وتعزيز الاعتقاد بأن الاعتماد على الذات قد يكون خيارها الوحيد القابل للتطبيق.
وأكدت الصحيفة، أنه وسط تصاعد التوترات، تجد إسرائيل نفسها تتصارع مع الخسائر الإقليمية والاقتصادية المتزايدة، والتي تفاقمت بسبب النشر الكبير لقوات الاحتياط من مختلف القطاعات في مواجهة التهديدات القتالية المستمرة.
واعتبرت "وول ستريت جورنال" أن القيادة السياسية في إسرائيل، لاسيما رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تواجه انتقادات متزايدة بسبب تعاملها مع الأزمة، حيث تؤدي الانقسامات داخل الحكومة إلى تفاقم الوضع المعقد بالفعل.
وأضافت: "على الرغم من المكاسب التكتيكية التي تحققت على الأرض، فإن النظرة الإستراتيجية لإسرائيل تظل غير واضحة، لأن حماس لم تُظهر أي علامة تدل على الاستسلام، وتزايد الضغوط من جانب المجتمع الدولي، لاسيما الولايات المتحدة، لحملها على ممارسة ضبط النفس في عملياتها العسكرية".
وختمت الصحيفة قائلة، إنه "بينما تبحر إسرائيل في هذه الفترة المضطربة، التي تتميز بتحول التحالفات وتصاعد الصراعات، فإن الطريق إلى الحل الدائم يظل بعيد المنال، حيث أصبح مستقبل الأمة معلقًا".