كشف تقرير لموقع "بلومبيرغ" الأمريكي، أن الطائرات بدون طيار الإيرانية (المسيرات) قادرة على تغيير طبيعة الصراع في جميع أنحاء العالم، وأنها تشكل خطرا عاجلا على اسرائيل، بصورة خاصة.
وقال إن دبلوماسية الطائرات بدون طيار التي تتبعها إيران تُساهم في كسب العملات الأجنبية لتمويل صناعتها الدفاعية، وتعزيز تحالفاتها الاستراتيجية، وجعلها تاجر أسلحة هائلًا؛ مع القدرة على تغيير طبيعة الصراع في جميع أنحاء العالم.
ويأتي هذا الكشف، بحسب التقرير، في أعقاب تكثيف إنتاج الطائرات بدون طيار الإيرانية في العامين الماضيين في خمس دول أخرى على الأقل، من أمريكا الجنوبية إلى آسيا الوسطى.
وفي الآونة الأخيرة، بدأت روسيا في تصنيع طائرات إيرانية بدون طيار لاستخدامها في الحرب ضد أوكرانيا، ما رفع عدد الدول التي تستخدم التكنولوجيا أو المساعدة أو الأجزاء الإيرانية إلى 12 دولة على الأقل.
وأضاف التقرير أن إتقان إيران لحرب الطائرات بدون طيار ذات التقنية المنخفضة نسبيًّا يُشكل مخاطر جديدة عاجلة على اسرائيل ، كما أن دور طهران المتزايد في نشر التكنولوجيا التخريبية للميليشيات والجيوش القريبة والبعيدة أدى إلى إثارة العداوات الإقليمية في أربع قارات.
ورغم أن إيران مقيدة لأكثر من 40 عامًا من العقوبات الاقتصادية، وبعيدًا عن برنامجها الصاروخي، أو "شبكتها الإرهابية الشهيرة"، أو حتى ما وصفته الولايات المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية بجهود إيران السابقة في مجال الأسلحة النووية، فإن الطائرات بدون طيار تجعل من طهران لاعبًا ذا طموحات بعيدة المدى على نحو متزايد.
ولفت التقرير إلى أن الطائرات بدون طيار الإيرانية أصبحت أفضل وأكثر قدرة على التخفي، فعلى سبيل المثال، تتميز طائرة "شاهد-101"، وهي طائرة هجومية صغيرة بدون طيار لا تحتاج إلى معدات خاصة للإطلاق، بالقدرة على الطيران على ارتفاع منخفض لتفادي الرادار بشكل أفضل، ويمكنها السفر لمسافة 700 كم على الأقل (435 ميلًا)، أي ثلاثة أضعاف مدى "أبابيل-2"، الدعامة الأساسية السابقة للميليشيات الإقليمية.
وتعتمد إيران، التي تمنعها ضوابط التصدير من شراء التكنولوجيا الغربية ذات التطبيقات العسكرية المحتملة، على أي أجزاء إلكترونية يمكنها شراؤها من الموردين الآسيويين، وتحديدًا الصين، أو يمكنها استيرادها من الولايات المتحدة وأوروبا من خلال شبكة واسعة من الشركات الوهمية.
وخلُص التقرير إلى أنه ما لم تكن الصين مستعدة لاتخاذ إجراءات صارمة ضد مبيعات التكنولوجيا لإيران، فإن محاولة خنق صناعة الطائرات بدون طيار في إيران ستكون قضية خاسرة.
وقد يستغرق الغرب ما بين 5-10 أعوام لتطوير وسائل عسكرية فعالة لمواجهة الطائرات بدون طيار الإيرانية، بحسب خبراء.