جزء من أهداف الضجة الإعلامية الأميركية والإسرائيلية بشأن الرد الإيراني المتوقع، يتعلق بتخفيف الضغط الشعبي على الحكومات - في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا - المطالب بوقف تصدير الأسلحة للكيان ووقف العدوان على غزة.
السخط الشعبي في الأشهر الأخيرة أدى إلى إعلان بعض الدول الأوروبية وقف تصدير الأسلحة لإسرائيل وساهم في تغيير لهجة واشنطن بشكل طفيف، وأدى إلى فرض رقابة مجتمعية على صفقات الأسلحة، ساهمت في زيادة عدد المتظاهرين الرافضين لتصرفات البيت الأبيض وبالتالي انخفاض نسبة التصويت الأولي لبايدن، وجعل إدارته في ورطة.
لهذا، تسلط وسائل الإعلام التابعة للصهيونية الضوء على الرد الإيراني حتى قبل وقوعه وتعطيه الزخم الأكبر من حجمه؛ لتتجاوز محنة السخط الشعبي إلى تغيير قناعات الشعوب في الغرب من التعاطف مع غزة إلى التعاطف مع إسرائيل، باعتبار وجودها مهدد بالخطر القادم من إيران وتقديم المقاومة أنها تابعة لطهران، وبالتالي تحظى صفقات الأسلحة وجرائم الحرب الصهيونية الغربية بالدعم المجتمعي.
الحذر الحذر.. من التماهي مع هذه الضجة الإعلامية الممنهجة، حتى لا نكون شركاء في جرائم الصهاينة، وعلينا مواجهتها بنشر جرائم الاحتلال والإشادة بمواقف الشعوب المناهضة لإبادة الجماعية لأهل غزة.