نيروز الإخبارية : كتب الكاتب الدكتوره اسمى العبادي.
نيروز الاخبارية.
في مناسبة عيد الاستقلإل يجدر القول ان المتتبع لمسيرة التاريخ الأردني لا يمكنه أن يغفل الحنكة السياسية التي تمتع بها الملوك الهاشميون منذ التاسيس وبعد نظرهم ورؤيتهم الإستراتيجية للمملكة الأردنية الهاشمية بفضل اخلاص الشعب ومحبته وتفانيه في الارتقاء بمنجزات الأردن حكومة وشعبا.وبالرغم من التحديات التي تتعرض لها المنطقة ،إلا إنه تم التغلب عليها بفضل حكمة جلالة الملك عبد االله الثاني ووعي الشعب الاردني، من خلال دعم مسيرة الإصلاح والبناء وسيادة القانون. التاريخ وحده يبرهن الحاضر، والتجارب وحدها تصنع الرجال، من هذا المنطلق كان لجهود سمو الأمير عبد االله بن الحسين ونضاله المستمر وتطلع الأردنيين لنيل الاستقلال إن عقد المجلس التشريعي الأردني جلسة خاصة قدم بها قرار مجلس الوزراء والمجالس البلدية المتضمن رغبة البلاد في الاستقلال، وقد جاء في الجريدة الرسمية، عدد 861 ،بتاريخ 25 أيار 1946م: «استنادًا إلى حقوق البلاد الشرعية والطبيعية، وما حصلت عليه من وعود وعهود دولية رسمية، وبناء على ما اقترحه مجلس الوزراء في قراره بتاريخ 15 أيار 1946م، فقد بحث المجلس التشريعي النائب عن الشعب الأردني أمر إعلان استقلال البلاد الأردنية استقلالاً تامًّا على أساس النظام الملكي النيابي الوراثي، مع البيعة لسيد البلاد، ومؤسس كيانها (عبد االله بن الحسين المعظم) ملكاً عليها». وقد ترتب على ذلك تعديل دستور عام 1928م (القانون الأساسي)؛ إذ عقد المجلس التشريعي الخامس جلسة استثنائية بتاريخ 22 أيار عام 1946م، أُقِرّ بها جملة منالتعديلات الدستورية، من أهمها: تحل عبارة المملكة الأردنية الهاشمية محل عبارة إمارة شرق الأردن حيثما وردت، كما تحل عبارة جلالة الملك محل عبارة سمو الأمير، ثم إقرار نظام الحكم ملكي نيابي وراثي، والملك هو الذي يعلن الحرب، ويعقد المعاهدات والاتفاقيات، والمملكة الأردنية الهاشمية دولة مستقلة ذات سيادة، وهي حرة مستقلة مُلْكُها لا يتجزأ. وبمقتضى الاختصاصات الدستورية قرر المجلس التشريعي الأردني إعلان البلاد الأردنية دولة مستقلة استقلالاً تامًّا، وذات حكومة ملكية نيابية وراثية، ثم البيعة بالمُلْكِ لسيد البلاد، ومؤسس كيانها بوصفه ملكًا دستوريًّا على رأس الدولة الأردنية بلقب حضرة صاحب الجلالة ملك المملكة الأردنية الهاشمية. وعندما رُفع هذا القرار إلى الملك عبد االله الأول وشحه بهذه العباره: (متكلاً على االله أوافق على هذا القرار، شاكرًا لشعبي واثقاً بحكومتي). فأُعْلِنَ استقلال المملكة الأردنية الهاشمية في يوم 25 أيار عام 1946م ، وأصبح اليوم الرسمي للاحتفال بمناسبة الاستقلال في كل عام، وألقى الملك عبد االله الأول ابن الحسين بهذه المناسبة خطابًا تضمن أهم قواعد منهجه السياسي، حيث قال فيه: «إنه لمن نعم االله أن يدرك الشعب بأن التاج معقد رجائه ورمز كيانه ومظهر ضميره ووحدة شعوره، بل إنه لأمر االله ووصية رسله الكرام أن يطالع الملك شعبه بالعدل وخشية االله، لأن العدل أساس المُلْك، ورأس الحكمة مخافة االله، وإننا في مواجهة أعباء مُلْكِنا وتعاليم شرعنا وميراث أسلافنا المثابرين بعون االله على خدمة شعبنا والتمكين لبلادنا والتعاون مع إخواننا ملوك العرب ورؤسائهم لخير العرب جميعًا...على أننا ونحن في جوار البلد المقدس فلسطين العربية الكليمة ستظل فلسطين بأعيننا وسمعنا، متوجهين إلى االله العلي القدير بأن يسدد خُطانا ويثبتنا في طاعته وحفظ أمانته، وأن يهدينا صراطًا مستقيمًا». ومنذ الاستقلال والمملكة الأردنية الهاشمية تنتهج سياسة خارجية معتدلة ومتوازنة وفاعلة، تحقق المصلحة الوطنية، وتدعم القضايا العربية والإسلامية، وتركز هذه السياسة علي أهمية التعاون بين الدول والشعوب في إطار مبادئ الشرعية الدولية، والتمسك بقيم التسامح والاعتدال والتعايش السلمي، وترسيخ ثقافة الحوار بين الأديان والثقافات. وبذلك بدأت مرحلة جديدة من النهضة في المجالات كافة، منذ عهد الملك المؤسس عبد االله الأول ابن الحسين، واستمرت من بعده في عهد الملك طلال بن عبد االله، ثمدخلت المملكة مرحلة جديدة من البناء والتطور عندما حمل الراية الهاشمية الملك الباني الحسين بن طلال؛ إذ شهد الأردن في عهده إنجازات عديدة، وحمل الراية الهاشمية من بعده الملك المعزز عبد االله الثاني ابن الحسين وارث الشرعية التاريخية والدينية التي تستند إلى نسب الهاشميين الموصول بالرسول صلى االله عليه وسلم، والدور المميز الذي قام به بنو هاشم في حمل راية الإسلام والدفاع عنه...فكل عام وجلالة الملك عبد االله الثاني والاسرة الهاشمية بالف خير ، وكل عام والشعب الاردني بالف خير واعاده االله على الجميع بالصحه والعافية...
المصدر : جريدة الرأي