بين عمليات تهافت آلاف الأردنيين على هجرة غير شرعية إلى أميركا والتي تشغل أحاديث الشارع منذ عدة شهور، وتزامنها من غير ترابط مع أزمة "الحج غير النظامي" المتعلقة بسفر أردنيين للحج بلا تصاريح، يأتي ملف "لجوء" أعداد ما تزال مجهولة لايرلندا ليتصدر المشهد مؤخرا، في قضايا تفتح ملفات ساخنة لما يمكن تسميته بـ "السفر نحو المجهول"، والتي وضعت سلامة أردنيين وأرواحهم وأموالهم تحت التجربة.
سفر أردنيين بمحض إرادتهم إلى مصير غير مضمون، بات هاجسا لعدد كبير من المواطنين، اعتمدوا رويات تحقيق الأحلام في زمن المستحيل، والتي ربما كتبت بسيناريوهات "التغرير" أو "الترويج" مع ما قدمته من ضمانات السلامة لرحلة غير آمنة.
وفي وقت تتصدر أحاديث "السفر" المشهد على المستوى الشعبي، فإن التحرك الرسمي لا يزال محدودا ومتأخرا، بينما تجارب هذا النوع من السفر وما ينطوي عليها من خطورة ومغامرة تحدث منذ فترة بشكل علاني، ويرتبط بها الحديث عن سماسرة ومكاتب حجز وسفر ووسطاء من الخارج، لا يعرف عنهم سوى كنيتهم.
وفي حين وصلت قضية الحجاج الأردنيين غير النظاميين إلى حد كارثي، بعد إعلان الحكومة عن وفيات ومفقودين ومصابين بالعشرات، ما يزال ملف "الهجرة غير الشرعية" و"اللجوء غير المبرر" مفتوحا، ويطرح سيناريوهات مختلفة لما يمكن أن تؤول اليه الأمور، لعل أكثرها تفاؤلا وصول سليم لمواجهة مصير مجهول.